( باح الغرام )
أيقنت أني بالمحبة أحتمي
حين التقيتك خلسة عن مأثمي
ولفظت ما كان الفؤاد يظنه
أيام تهت بكل فكر مسقم
في من رأيت طوال عمري لم أرى
صبا تلاقى بالحبيب المزعم
. . .
شاقتك كل جوارحي في غربة
مادت بها الأشواق شظفا معتم
بالأمس لما زارني قبس الهوى
أدركت كم بالموت كنت أرتمي
. . .
ما العيش إلا بالغرام أظنه
إما عذابا. أو وصال الأنجم
لا يستو القلب الضعيف والغوى
والروح تنأى عن سهام تظلم
إلا سهام رموشك سفكت دمي
إلا نضار عيونك لجمت. فمي
. . .
فلجمت بالصبر الجميل. أعنتي
و سقيت دمعي منه عله يرتمي
وعزمت أن أستقص شذرا قد همى
عل النوال ببعض حظ يهجم
واجهتها يا ليتني لم ألتفت
حتى رمتني بنظرة. لا ترحم
أدركت أن الوعي مني قد غفا
ببصيرة. ثم استنارت أنجمي
غازلتها .. طلت الثريا لم تزل
فيض الحضور منيرة تتبلسم
عانقتها ورشفت سحر بنانها
ولثملت ثغر الشهد طفلا يرتمي
هامت علي بعطفها و نعيمها
باحت بأسرار الجمال المبهم
من كان يزعم أنه في حبها
هيمان قلب ! فليرم لا يسأم
. . .
ناجيتها من بوح عشقي عشية
مستبدلا فيها شراب العلقم
. . . .
واهتز مني الوجد يكوي أضلعي
و لهيبه طبع الوصال المضرم
باح الغرام بنصل أهداب المها
وتجردت معه الهموم لترتمي
. . .
سماك نبضي بالوداد حبيبتي
فثمالتي أنفاسك والمبسم
هيا تعالي تقلدي صرح الهوى
فخيالك اليوم الدوا والبلسم .
بقلمي سومر الإدريس ٢٠ آب٢٠١٩