لا...لن.....تحتضر حبيبتي....
سمراء حبيبتي بعينين واسعتين كاللوز هن أجمل مافيها..حلمت بها عروسا تشرق الشمس على وجنتها بخال ينتصفها وغرة خضبت بالحناء توضأت وتعطرت بها،لم تئن يوما او حتى تشتكي رغم هدر حقوقها..فكان الغريب يرتوي على حدود أهدابها فلا جفاء ولاظمأ بل نخلة باسقة يتفيأ ظلها القاصي والداني امنين مطمئنين وتطعم السقيم رضاب ثغرها فأستحقت أن تكون ثغر وطن يحلم به الكثير..فجاء اليها من جاء ليتقاسموها ارثا بلا حياء وليسلبوها حق الحياة دون انسانية أو أية رحمة فصادروا حتى صباحاتها المورقات..لكنها تجملت بالصبر ليصبح لها هوية وشهادة ميلاد ارضعته اطفالها ونخيلها الذي يموت واقفا كل يوم....فكان صبر على من حكم فادمى وصبر على من امطرها بوعود وعهود ليصبح في عشية وضحاها خلف الحدود....فهي ياساسة وياسادة القرش لاتريد منكم قوتا ولاذهب فلولاها ما ضاء لكم بيت ولا أزهر لكم خد حتى كأن الدماء من فرط كثرتها بوجوهكم تشكو التخمة دوما وابدا...كنتم تحلمون بالدرهم والدينار ان زاركم يوما فترقصوا له طربا ،وتوثقوا ذلك بالف صورة وصورة خوفا ان يكون حلما عند الصباح فكيف الان وقد ملئت جيوبكم وخزائنكم بفئات ماانزل الله بها سلطان هو حق لسنينها العجاف لتشتروا منصبا هنا او سعفة ذهبية هناك....او لم تعلموا بعد ان البصرة ستشد النطاق وتنفض عنها غبار الطيبة لتسترجع عمرا ضاع بين مسؤول فاسد وحاكم لايعرف للحق والعدل طريق..وان الغد لناظره قريب لاجلس معها عند ذلك المرفئ واغمض عيناي واتوسدها حضنا دافئا اشتقت له بعد مغيب....
(إقبال ألعبادي)1..9..2018