Nabil M. Alswerki.........الرؤية اللامركزية

...  الــــــــــــرؤيــــة  الــــلامــركــــــــزيـــــة  وفقــــــــــــــــــــــدان  الهــــــــــــويــــــــــة  ...
... تعتبر رؤية الأب مركزية لو انتبه لشئون أبنائه في بيته وحل مشاكلهم، والأم من خلال رعاية أطفالها وتصويب سلوكهم، ولا يبعد المربي كثيراً عن هذا النمط في تعامله مع الطلبة صغار السن في المدرسة مما يهيئ لمسار صحيح قادم في علاج ما استعصى من أمور وجدليات علي أرض الواقع لا يمكن تجاوزها. نعم تلك هي الرؤية التي نتوخاها في العقل التربوي من قادتنا والتحلي دوماً بمعيار صادق من المسئولية وعدم اللجوء تجاه اللامركزية في علاج القضايا المتشعبة والتشبث بالقرارات الفردية التي تجنى الدكتاتورية والتعنت، وقد جنينا كثيراً من المتاعب جراء النزاعة الانفرادية في الحكم والتسلط.
... وتأخذ الدولة العصرية بعدم تركيز السلطة بأيدي حفنة من كبار القوم حتى لا تُفضي نحو اللامركزية في نهاية المطاف، وتحكم فئة قليلة بالسواد الأعظم في قضايا الناس. وقد تسود تلك الرؤية اللامركزية في وقت من الأوقات العصيبة تمر بها الدولة لتقوية نظام ما ، ولتدشين مرحلة جديدة قادمة ، أو لقائد فاشل يرغب بتشديد القبضة على من حوله ولا يقبل رأياً مخالفاً له ؛ لكنها علي المدي البعيد لا تؤسس لمرحلة جديدة يُبنى عليها لحياة مستقبلية قائمة على أساس الحوار الإيجابي بل لسلطة مستبدة وربما سلطة دينية غاشمة  ، وفصل الخطاب في المسألة يكمن في قول المفكر العربي (عبد الرحمن الكواكبي) في كتابه (طبائع الاستبداد): " أن أشد مراتب الاستبداد هي حكومة الفرد المطلق ، الوارث للعرش ، القائد للجيش الحائز علي سلطة دينية " .ومن الجدير بالذكر أن المهم في الرؤية الإسلامية ليس تطبيق الدول للشريعة فحسب ، وإنما خضوع الدولة للشريعة بكل مؤسساتها ، وتمسون على وطن ثابت الأركان .
ولكم تحياتي / أ . نبيل محارب السويركي – الجمعة 24 / 8 / 2018