موفق الربيعي
#شخصية من بلادي. 356
ناظم الغزالي
سفير الأغنية العراقية ناظم الغزالي ولد عام 1921 في منطقة الحيدرخانة يتيما وكانت أمه ضريرة تسكن في غرفة متواضعة جدا مع شقيقتها . وبمنتهى الصعوبة استطاع أن يكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في المدرسة المأمونية
• التحق بمعهد الفنون الجميلة ـ قسم المسرح
حيث احتضنهُ الفنان الكبير حقي الشبلي نجم المسرح حينذاك ، حين رأى فيه ممثلا واعدا يمتلك القدرة على أن يكون نجما مسرحيا ، لكن الظروف المادية القاسية أبعدته عن الالتحاق بالمعهد ، ليعمل مراقبا في مشروع الطحين في أمانة العاصمة. لكنه بقي يقرأ ويستمع الى المقام العراقي والى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد ونجاة علي فعاد الى المعهد باذلاً قصارى جهده ليحصل على أعلى الدرجات
• عاد ناظم الغزالي الى معهد الفنون الجميلة لإكمال دراسته ، ليأخذ حقي الشبلي بيده ثانية ويضمه إلى فرقة الزبانية ويشركه في مسرحية ( مجنون ليلى ) ، لأمير الشعراء أحمد شوقي
• عام 1942، ولحَّن له فيها أول أغنية شدا بها صوته وسمعها جمهور عريض ، أغنية هلا هلا التي دخل بها إلى الإذاعة ، والتي حول على اثرها ناظم إتجاهه، تاركا التمثيل المسرحي ليتفرغ للغناء ، وسط دهشة المحيطين به الذين لم يروا ما يبرر هذا القرار ، لاسيما إن ناظم كان يغني في أدواره المسرحية ، إلا أن وجهة نظرة كانت أنه لكي يثبت وجوده مطربا فإنه لا بد أن يتفرغ تماما للغناء
• أما قراءاته فجعلته يمتاز عن زملائه بثقافته ، تلك الثقافة التي ظهرت عام 1952 حين بدأ ينشر سلسلة من المقالات في مجلة النديم تحت عنوان ( أشهر المغنين العرب ) وظهرت أيضا في كتابه ( طبقات العازفين والموسيقيين من سنة 1900 ـ 1960 )
• بزغ نجمه في عقدي الخمسنيات والستينيات من القرن الفائت ، وشكل علامة فارقة في الغناء العراقي وأطرب الناس داخل وخارج العراق ، لاسيما إنه أخرج التراث العراقي وغناه بشكل جميل .
• كما ميزه حفظه السريع وتقليده كل الأصوات والشخصيات ، وجعلته طوال حياته حتى في أحلك الظروف لا يتخلى عن بديهته الحاضرة ونكتته السريعة ، وأناقته الشديدة حتى في الأيام التي كان يعاني فيها الفقر المدقع .
• وكان زواجه عام 1953 من الفنانه سليمة مراد من الزيجات المثيرة للجدل فالبعض قال إن قصة حب ربطت بين الفنانين على الرغم من فارق السن بينهما. أما البعض الآخر فقال إن سليمة مراد تكبر الغزالي ربما بعشر سنوات او أكثر، وإن الغزالي كان بحاجة إلى دفعة معنوية في بداية طريق الشهرة .( المعروف أن سليمة مراد باشا ـ هكذا كانت تلقب أيام الباشوية ، إذ أصبحت مغنية الباشوات ـ كانت أستاذة في فن الغناء ، باعتراف النقاد والفنانين جميعاً في ذلك الوقت ) ، تعلم الغزالي على يدها الكثير من المقامات ، وكانا في كثير من الأحيان يقومان بإحياء حفلات مشتركة ، يؤديان فيها بعض الوصلات الفردية والثنائية .
• عام 1958 قاما بإحياء حفل غنائي جماهيري كبير، فتح آفاقاً واسعة لهما إلى خارج حدود العراق فكانت بعدها حفلات في لندن وباريس وبيروت.
• قبل وفاته سافر الى بيروت وأقام فيها 35 حفلاً ، وسجل العديد من الأغاني للتلفزيون اللبناني ، ثم سافر الى الكويت، وسجل نحو عشرين حفلة بين التلفزيون والحفلات الرسمية .
• في العام نفسه اجتهد وبذل جهدا كبيرا ليتمكن بسرعة من الانتهاء من تصوير دوره في فيلم ( مرحبا أيها الحب ) مع المطربة نجاح سلام ، وغنى فيه أغنية ( يا أم العيون السود )
توفى رحمه الله يوم 23 من تشرين الاول عام 1963 وخسر الفن بوفاته واحدا من أعظم مطربيه