بقلم : كمال مسرت
همسات مراكشية
=========
قصيدة بقلم
======
كمال مسرت
=======
صرخة النسيان ..
==========
صرخة النسيان ..
رقصة العدم على مشانق المفاوضات ..
طبول تعوي ، و الريح يعزف للامكان ..
عدتُ و عاد وطني كطفولة جرحي ..
كان يبيت وحده في المعتقلات ..
بعيدا عن انكسارات قلبي ..
اليومية ..
و خربشات طبشورة مَنْ مروا قبلنا ..
و بعدنا ..
تغتال فراشات ..
هويتِنا ..
في ليل الزنازين ..
ظلمة هنا تدنو من ظل البحر .. و أحلامي هناك ..
تصبغ شيبة عروبتي ..
أبواق المساجد ..
تكسر صمت أجراس كنيسة العذراء ..
على خيط شطحات أحلامنا ..
تحط عصافير المنفى ..
و بقايا غيمات ..
تدثر أوجاع التطبيع فينا ..
بين غسق أيلول و فجر نيسان ..
فكان لنا منكم النسيان ..
و فنجان قهوة ، و مد مكسرات ..
عنقودية ..
أكَسّر بها فرحة احتضار الجامعة العربية ..
فينا ..
و سيد الكون يرتعش ..
أمام جبروت خوفنا ..
أمريكا تخشى ابتسامة الأطفال ..
و دمعة الأمهات ..
أمريكا تكتب مصير الأشجار و الأوطان ..
في طريقها إلى السماء ..
تنام أرصفة المدينة في حضن البركان ..
فينهض الشعراء ..
و سيوفهم الخشبية ..
ثملا ..
ليناموا في أحضان بيان قصائدهم ..
تخطيتُ كل حدود العشق الأبدي ..
لألامس ضوء القمر على مرآة طبرية ..
كانت في ذاكرتي غريبة ..
بعبق الياسمين و النعمان ..
كعطر زهرة الشكران ..
حل موسم الأمطار في عينيكِ ..
لأسمع دمعتي بوضوح القصيدة ..
أحمل بين الوعود العابرة حلما و بندقية ..
و رزمة من أقدم القوانين الكونية ..
أتلاشى و أمي ..
في لحظات تَسكن العيون ..
في لحظات تَحْرِق العيون ..
ليلة زفافها على أبي و ابن الجيران ..
شخص ما من السماء على هودجها ..
يرسم مصير السكون .. على تلك العيون ..
العسلية ..
الريح معنا ..
و أياد الملائكة من بين أغنياتي و الرماد ..
تداعب ما تبقى من ابتسامة الموتى ..
على ضريح العروبة ..
قبل رحلتهم الأخيرة فينا ..
زمن الأحلام غادر فينا المكان .. و الزمان ..
ثم أتى ليحرر فينا الخوف .. و الأمان ..
قبر النور الفتي الراقص على حافة الأمل ..
الأرجوانية ..
ألمس دفئه على صخرة بلال ..
و في صرخة الأطفال ..
الموت طريقي إلى الله ..
و فيَّ تجلى الرحمن ..
الموت سبيل البقاء ..
وجدتُني فيه .. و كنت أبحث عنه فيه ..
صلى عليَ العابرون جسدي و سلموا ..
تسليما ..
فنسيت أسماء القدس ..
في متاهة أسرار كينونتي ..
أضحك على نعمة النسيان ..
فأصْلي ضحكتي بنار الصمت ..
العربي ..
يعانقني ضيق المخيمات ..
فأنهضُ باكرا عبر طبقات من نعاس ملوك الأرض ..
والزعماء ..
يتموج ظل الجهاد العربي على عتبات الشعارات ..
حين يعود الشهداء إلى هذه الأرض ..
في موسم الربيع ..
تحتضر الضباع و كلاب الخليج الأمريكي ..
يتلاشى جبروت الشرق في بداية الظلام ..
و البعث يفر من نعيم خيالي ..
أغفو عن الجهاد .. و بالوطن العربي لا أبالي ..
تحت ظل نار النجمة الزرقاء الرمادية ..
يتوشح الصمت بوشاح الليل ..
أحمل معي وطني في قطعة ورق ..
و آخر ذكرياتي ..
كلما هجرتُ أحلام الصبي ..
لتحرير وطني من الرعية ..
أحبو إلى فردوس الدمار ..
أستنشق ما تبقى من حروف النضال ..
ألملم بدمعي آخر أشلائي قبل رحلة أيول ..
و نيسان ..
أيها العربي ..
من حقول التوت و الألغام ..
أيها العربي ..
صدى صرخة النسيان ..
بقلم : كمال مسرت
المغرب الأقصى