تغريد الخليل..
لمن قصيدتي؟
ويسألون..
ماانفك في أفواههم سؤال ؟
لمن تنظمين القصيد ؟
وتنثرين الحرف في ثوب نضيد؟
قصيدتي..
للطفل الشريد البائس المظلوم
أضناه السير وراء لقمةٍ سراب
والعمر أشقاه في زمن الحروب
قد فرّت الضحكات من قلبه المكلوم..
عيناه تبرقان ..
تبحثان عن جواب في أمان
وفي المقلة ألف سؤال وسؤال
أبي..؟
أريدك نجاة ودفئاً وحبور
أفتقدك يا مرشدي ..
هدايتي أنتَ ..منارة ونور
تراك هل نسيت يا أبي
هدية وردية الألوان
ودفتراً وكتبي ..أقلاماً من بخور؟
مازلت في انتظار..
ولعبة ميلادي الخمسين
رغم صغري ..رغم قهر السنين
لم تصلني..
مازلت قابعاً..وما مللت الانتظار
هل تراكم الغبار على جناح الذاكرة؟
أم أنك نسيت..ابناً ووطن
وفاتنة ..
قد تسمّرت على مفرق أليم
تخبئ الأسرار للميعاد
والبوح طيرٌ هاجر..
تناسى في صموت
غمزات سربلتها ذكريات
والقمة اليتيمة ..
لاشمس في بزوغ
ولا على الأفق أصيل وشفق
وقد ذوت ورود
ولا حياة تنادي للحياة
الكل في انشغال عني وعنك
يا أبي..
والفاتنة ..تغتالها الأزمان
ترهقها غربان القار
تعال يا أبي ..
لتمسحَ عن جباهنا السمراء
قطرات الشرف الباقية
لتتطهر بها ..
فينبلج للنور طهر وارتقاء
يغسل الآثام والخطايا والذنوب
فيولد الزمان الحر من جديد
قصيدتي..لم تنتهِ..
مازلت في المقدمة
ولم أدخل ثغورها..
وما كشفت سترها ..
قصيدة طويلة..
من عذابات الأوجاع
قد سقيتها ..
ومن معين القلب قد رويتها
سوف أرعاها لتنمو
علّها تمسح الآلام والرهق
يتورد الخد الأسيل
والهدايا في اشتياق للقاء
لتضحك الطفولة من جديد
قصيدتي..
للحب والأمان والسلام
للأمل الممهور بالعشق العميد
تغريد الخليل..
