د. محفوظ فرج
ونواصل رحلتنا
—————
ونواصلُ رحلتنا
�مِثْلَ طيورِ الماء
�تفتِّشُ عن أدغالٍ آمنةٍ
�كي تلقيَ أعباء الرحلة
�وتدور على أكداس القصب اليابس
�تأوي فيه
�إلى أن يتبدّى الضوءُ
�وترحل
�ما أحلى النفيَ بأحضانك
�أحسُّ كأنَّ العزفَ على أوتارِ
�غيابي فيك
�فراشاتٍ بين الطيرانِ على الورد
�وبينْ
�تترفْرَفُ وهي تدغدغُ في أرجلها
�الأوراق
�وأنا أشعلُ في حضرةِ عشقك
�كلَّ بخوري
�أقولُ لكلِّ فراشاتِ الحقل
�ابتعدي من ناري
�حتى تخمدَ فِيَّ اللوعةُ
�والولعُ المجنون
�بسطوةِ عينيك على أوصالي
�عالمُك الساحر ينقلني
�لعصور يتجلّى فيها جلجامش
�مهووسا في جنات بلادي
�لايلقي بالاً نحو مفاتنِ عشتار
�سطوةُ عينيك تطيلُ الهدبَ
�إلى أن يتعثَّرَ بالحاجب
�خذُ من ثمرِ جناني
�ماشئت
�أترى أجملَ من رمانِ ديالى
�أترى أحلى من منحنياتِ
�الرملِ على ساحل شط الدغارة
�أترى أبهى من قَدِّ الليمون
�الممشوقِ على جنباتِ المقدادية
�خذْ من ثمر جناني حبيبي
�ليلَ السمرِ البغدادي
�وأعيدُ إليك جميعَ أغانيه
�أترى شعري المسدول على كَتِفَيْ دجلة
كيفَ يُغَطّي
�الأمواجَ العاجية حين يرقرقها
�ضوءُ جبينك
د. محفوظ فرج