لا تغادر
في لحظات ، أحسستُ أنّ المرض كورونا يريد أنْ يبتلعني
.... فكانت هذه النفثات ...!!
ناظم عبدالوهاب المناصير
لا عليك ..
لم تكن هناك أسرار ، لا تُغادر ،
ما زالت فيك الحيــــــاة تسعى وتنبض ،
لا تُغادر ، أيها المعطاء .. لا تُغادر حدّ البكاء ..
إنّك نقطة البداية .. وبدء النهاية ..
لا تلتفتُ إلى الوراء ،
كن حافظاً لأبتسامة النهار ،
كن طيفاً يُمزق ُ ستار الأقنعة
كن إنطلاقة الحبّ والحياة والمصير ،
لا تنظر إلى الوراء ..
بل أنظر إلى الأمام ، بكل عزٍّ وشموخ ،
الصبر فيك كلمة ، كلمة ..
منذ عهد أريدو وسرجون..
تتخطى فيهما كل إيهام وما خفى
لا تدع القلق يرجم كلماتك بالحصى
أنظر من وراء الأبواب المفتوحة ،
ينتظرك هناك لغزٌ يفتحُ لك جميع الأبواب ،
أنظر من خلف حزمة ضوء النهار
وما تبقى من نور القمر ..!
تعال معي ، نلعبُ ألعابنا الطفولية
تعال كي نرى الحبَّ يُسجلُ نقاطَ الذات في العيون
نزحفُ نحو الطرقَ المبللة بماء المطر ..
أو حتى بالدموع ..
نشتاقُ إلى وجوه ٍ أستغرقَ حلمها الليالي الطوال
أو نزحفُ إلى أوتارٍ نهبتهــا موسيقى صامتة ،
أنهار الماء العذب تجري في قلوبنا منذ عهد الطفولة ،
كما تمشي أسرار الحياة الملهمة بالنجاة
أحتكار الروح لوحدها ، أفق غير عادل
ونحنُ نتمسكُ بالرذائل ..
منذ كنا صغاراً ، ننشد عالما أكبر
ونعودُ من حيثُ جئنا ،
نحشرُ أنفسنا تحت زفرات قنديل البحر الأزرق
أنتَ تسير ولا تدري
أنتَ في حلم أو أنك لا تحلم
قالوا لك : أرجع من حيثُ أتيتَ
لكن .. لا تُغادر .. لا تُغادر
حتى إذا طلع النهار الأول ،
تبقى أنت تُكحلَ العينين
تنزف الحبّ على جرح أبيض مفتون
عويل الدموع في العيون وزفرات قطرات الدم تجول ْ
كيفما شاءت وكيفما كانت تكون ..!!
لا تسرع الخطا ، ربما تكون معكوسة
ربما تكون صامتة خرساء
الشمعةُ في الزاوية تبكي من لهيبها ،
قدرها هكذا يكون ..
وقدرنا كله في كفّ عفريت ..
لكننا سريعاً ما نكون كومة حطب يابس
يكون عفشاً لتنور مشجور
وقبل هذا وذاك
أدفنوا كفني وسط النسيان
أنهــا ساعة صفر خائنة
ضاعت دقاتها خلال جميع الأكفان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ن . ع . المناصير
6 / 9 / 2020