بقلمي/اسيد حضير..
.... أغرفُ الشِّعر غَرفا
.
دَقَّتْ أجراس الإشتياق فضاقَ الفَضاء
ودَمدَمَ القلبُ فَأَجهَشَتْ العيون بالبُكاء
.
لِمَنْ جالَ طَيفها خلال النَّبض شَغَفا
وهامَتْ بهِ الرُّوح شَوقاً فَلَبَّتْ النِّداء
.
مِنْ ضفافِ جفونكِ أغرفُ الشِّعر غَرفا
ومِنْ هَدَبِ جفوني أَغزِلُ لكِ رِداء
.
فليسَ كالشِّعر بينَ العُشَّاق رَسولا
وليسَ كالشِّعرِ لأرواحِهِم زاداً وسَقاء
.
وليسَ كالليل للهائمين مَلاذاً وسِترا
تراهُم سَهارى وجُنح الليل لهُم وِجاء
.
يا نَبضَةٌ بين ضلوعي بقلبي أحفَظها
مَخافَة الجوى، أنتِ وروحي سَواء
.
مِنْ لُغةِ الضَّاد أَنظِمُ لكِ نَظما
مِنْ الغَزَلِ وحين تَغيبينَ رِثاء
.
يا ظَبْيَةٌ أصابَتْ أُسَيدَ بسَهمِ رِمشِها
لله دَرُّها كيفَ تَأسِرُ الأسودَ الظِّباء
.
دَنَتُ فَتَدَنَّت مِنّي فأماطَتْ لِثامها
فأسقَتني مِنْ شَفَتَيها حتى الإرَّتِواء
.
فما ذُقتُ بين المِلاح كَطَعمها
حتى رُضابُها دواءَ لكُلِّ داء
.
إحتارَ لُبّ اللبيب كيف يَصِفها
وتَغَزَّلَتْ المَنابرُ بجَمالِها قَبل الشُّعراء
.
هَيفاءُ غيداء نَجلاء تَتَبَختَرُ بمَشيَتِها
دَعجاء حَوراء يَتَمَنّاها أَسيادَ ونُبَلاء
.
عربيَّةٌ مِنْ عَظمِ العَرَب أَصلها
كأَنَّ وجهَها قُرصَ الشَّمس بالسَّماء
.
شَغِفٌ أنا لقُبلَةٍ مِنْ ثَغرِها
شَغَفَ الظَّامي لِرُشفَةٍ مِنْ الماء
.
أيقونة النِّساء هيَ وقارورة عِطرها
ومِنْ دونها كُلّ النِّساء هَباء
.
رُبَّ سائل يَسأَلُ عن إسمها
فرعونيَّة نجلاء أضحت من المومياء
.
بِدَمٍ مّنْ نَزفِ قلبي حَنَّطتُها
وعَطَّرتها مِنْ أَنفاسي بآااهِ الوفاء
.
وسيبقى إسمها مَدفوناً بقلبي كَحُبّها
حتى يَبعَثنا اللهُ بعد الفَناء
.
لم أجِدُ بنساءِ زَمانكُم وفيَّة مِثلها
ولا أرجو بزَمانِنا غَيرها مِن النِّساءِ
.
إذا أجراسُ الأَقدار دَقَّتْ دَقَّتَها
فَفَرَّقَتنا فما لنا إذا حَكَمَ القَضاء
.
سوى الصَّبر على جور الليالي وغَدرَتها
وهل أجمل من الصَّبر عند البلاء
............................................ بقلمي/اسيد حضير.. الخميس 10 أيلول 2020 الساعة 10:00مساءً