بقلم....كمال الدين حسين القاضي
وطني
وطني الذي عرف الشهامة خصلة
والجود يسخو بالعطاء غمارا
فالخير ينبت في ثراه بكثرة
والله فج بأرضه الأنهارا
والريح تحمل في يديها عارضا
والقطر يسقط ليلة ونهارا
فالأرض تحيا بعد موتٍ حارقٍ
جعل التراب محاجراً وقفارا
والعبد دام على التبتل داعياً
ربُّ الخلائق يرسل الامطارا
للناس طرا ثم كل سوائم
والغيث يأتي للورى مدرارا
نعم الإله على الخلائق جمة
فالحق أوجد للعباد بحارا
والسعد يرفل في ثياب معزة
ويطوف شعبا شاكرا وديارا
وطن العروبة في أجل سجية
طرد الطغاة ووحد الأفكارا
والناس ديدنهم شعار محبة
والنبت يولد عفة وطهارا
فالدين نهج للعباد ودولة
رسم السبيل وهذب الأخيارا
هذا الذى قد كان قبل مهازل
وحلول فكر مزق الأوتارا
الآن بين خلاف كل خصومة
أو كف غدر تطلق الإعصار
زاد التباعد بالشقاق وجفوة
والشعب يقطن ظلمة وغبارا
فقد الحياة وراح كل سكينة
ما عاد يملك منطقاً وخيارا
والمال ينفق في سبيل عناده
فالمال شح دراهمأً وعيارا
الوزن في كنف التضارب ضائع
فالحال ينعي عزة ووقارا
اليوم صار الفكر دون فوائد
والقلب أمضى يشبه الأحجارا
عصف الخلاف بكل مجد عروبة
واليوم نفقد بنيَّة وعمارا
والغرب يزرع بين كل أخوة
نار الجفاء وما يزيد فرارا
اللص يجتاح العروبة كلها
والعند صار يبدل الأطوارا
العرب ما دون الأواصر حالها
والغرب يمسك دفة وقرارا
والحزن يرسم بالعباد كآبة
والليل من حزن بكى الأمصارا
بقلم....كمال الدين حسين القاضي