سليمان شاهين أبو ياس
................. الفساد ................
تَأَمّلْ كيفَ ينتشرُ الفسادُ
على عجَلٍ ، وينكفئُ الرّشادُ
رشاوى السِّرِّ بلْ والجهرِ زادتْ
وما زالتْ يُضاعِفُها ازْديادُ
وأسعارٌ تُخَلِّي الدّخْلَ مَيْتاً
يُقامُ عليهِ -إذْ ماتَ- الحِدادُ
وليس لأهلِ هذا الميْتِ أهلٌ
يكونُ بهم على نُوَبٍ إيادُ
وُلاةَ الأمرِ أغلبُكمْ لصوصٌ
تخافُكُمُ على المالِ البلادُ
ولا عينُ الرّقيبِ تَطالُ لِصّاً
ولا يقوى على اللِّصِ العبادُ
فما لَكُمُ استبحْتمْ ما ائْتُمِنْتِمْ
عليهِ كأنّكمْ فيهِ الجرادُ
أُولِي الأمْرِ استقيموا أو فقوموا
فقدْ لَزِمَ ارْتِحالٌ و ابتعادُ
سئمْنا نَهْبَكُمْ بلْ قدْ سَئِمْنا
وجودَكُمُ ، و مَلّكمُ الفؤادُ
لقدْ مَلَّتْكمُ الأحياءُ طُرّاً
جميعاً بلْ وملَّكمُ الجمادُ
تماديتُمْ لأنّكُمُ أمِنْتُمْ
فليس إلى المُقاضاةِ اقْتيادُ
وجودُكمُ عليكمْ شِبْهُ دَينٍ
لنا منكم وقد حانَ السّدادُ
فنهبُكمُ لكمْ نَفْعٌ ولكنْ
علينا منه في الضّرر ارْتدادُ
وواحدُكُمْ لهُ فيمنْ يليهِ
و يُقْوِيهِ و يحميهِ اعتدادُ
يُطيلُ المَكْثَ في اللّذّاتِ ثُمَّ
بغير المال ليس له اعتقادُ
ينام على فراشٍ من حريرٍ
ومَفْرشُ أغلب الشّعبِ القَتادُ
يَحارُ بِأيِّ مَركبةٍ لديهِ
يريدُ السّيرَ إنْ لاحَ اصطيادُ
ويأْخذُ ما يُريدُهُ من وقودٍ
ولو طلبَ المزيدَ إذاً يُزادُ
وواحدُنا إلى قُوتٍ تراهُ
يُطاردُ حيثُ لا يُغني الطّرادُ
إذا ما شِمْتَ بارقةَ ارْتياحٍ
لدى شخصٍ يلوحُ به الودادُ
تظنُّ بأنّهُ عَفٌّ شريفٌ
وليسَ لمثلِ عِفّتهِ نَفادُ
فتبْغَتُكَ اللّيالي حين يغدو
بموقعهِ بما لا يُستجادُ
فكمْ من مُظْهرٍ وُدّاً وإذْما
تحقّقَ ما ابْتغى ذهبَ الودادُ
يبيعُ الدّينَ لِلدُّنيا بيُسْرٍ
بلا عُسْرٍ متى انعقدَ المَزادُ
ويُلْقِي عنهُ أخلاقاً تراءى
بها قبل الوصولِ لما يُرادُ
لهُ في الوجهِ شيءٌ من بياضٍ
وفي جنبيهِ يستعرُ السّوادُ
سيُسألُ كلُّ ذي ظلمٍ على ما
جناهُ وليسَ ينفعُهُ العِنادُ
وسوف يَحيقُ مكرُ السّوء فيه
وليس يقيهِ من حَيْقٍ عَتادُ
سورية.حماة.مصياف.المشرفة.
سليمان شاهين أبو ياس
----------
الإياد:الحصن والملجأ .
أُولو و أُولي و أُولات: أصحاب وصاحبات ، ولا تلفظ الواو التي بعد الهمزة الأولية ، ولا تلفظ ايضا في أُولئك : اسم إشارة. وذلك وفقا للقاعدة.