ندى بيري / العراق
رحيل الأوراق
بقيت شرفته مظلمة من بين كل الشرفات
ودخل هو محرابه كعادته .... مكتبته المليئة بالكتيبات
تعب ودخر كل تلك السنوات
محبة وأماني وأنفاس ذكرى احاسيس كل الايام الماضيات
تفقد هذا الركن .... ولمس بحنان ذاك وهمس بصمت للبعيدات
مع كل كتاب بل مع كل ورقة خاطرة وقصة حياة
كان يقرائها ثم يعود ليقرأ مابين تلك السطور العزيزات
كأنها منهل عطاء والهام وفكر شيء اخر اكثر ما تعنيه
تلك السطور والكلمات المتناثرات
وفجأة تغير المكان وترتيب الوريقات
جاءته رصاصة غدر !...
فسقطت صريعا سابح ببحر دم لون النفيسات
فتناثرت الأوراق حزينات باكيات!!
مد يده يبحث عن مسند يقويه ع النهوض ليتفقد
ماسيغادره في لحظات...... سحب هذا .. وضم اخر ..
ورمق ذاك ... وتمتم لاخر بكلمات .. ماجمعه بسنين تناثر بلحظات
حلم حياته همس عشقه واسرار السنوات
وفجأة فتحت النافذة فتناثرت الأوراق لحبيبهن مودعات
طالما مسكهن برقه أنامله لفحهن بدفئ الأنفاس رمقهن بحنان النظرات
وتمتم بألم وصوت يستغيث بتجرعه للكلمات...:
وداعا يا جنتي و يا كنزي ........
فتهافتت عليه الأوراق باكيات وتلونت بدمه وكأنه تطلب منه اخر البصمات......
وغرقت معه في بحره ناحبات ... وفِي الأثناء فارق الحياة.........
ندى بيري / العراق