قفْ وانتظرني
——————
أوشكت أن أكمل رزم الرّوح في حقائب المدى البعيد
لأغادر بها على سكّة الفراق، هناك تلتقي الأرجل وكعوب الفرار، تبحث عن سحابة نقاء طافت طرقات السّماء قبل أن تفكّر بالهبوط على مدرج السّنابل.
جئت أمتطي طولي المغلّف بالظّلال ولم أطرق باب الرّدّة، استأذن الحناجر المركونة في حقول الكلمات، ينتظر منّي صوتًا مبلّلاً بالصّياح، تسمع أيقونة الفنارة من ضفاف الرّيحِ ، يومئُ الصّليب للمسمار الرابع ليثبت تعويذة الضّباب، الأضلاع موضة تتجمّل بها الصّدور ، وضلعي المنحني دائما يلتفّ حول خيوط الحنين، الصّحراء نحيفة لا تتحمّل رفات الجياع، ولا الضّرع يتّسع لمخلوقات الموت، يتثاءبُ المتاع، في عيون الأكياس، النّعاس يلعق آخر حلقة من الظّلام ، الشكّ يشرب من صهيل الجموح ولا يظمأ، كان ومازال يرجو من الشّمس تدرّ عليه أنواع الخيام، ماتت الأوتاد على وسائد اللّيل الأهوج ولم يعد للقمر ذكر لأنّ روافده جفّت بين رحى السّماء، مطحونة أنّة الضّياء كدقيق تذروه القناطر العابرة إلى أقبيةٍ تجمّعت فيها خوابي الانتماء، معتّق معتقدي ممزوجٌ مع أملي معلّق على أجنحة الذّباب ربّما يشعل عيدان العناق ويستفيق الرّحيق من لسعة الأطياف..
أستغلّ قيلولة الصّدى بعدما تناول صمتي على حافّة جرفٍ يلفظ بقايا قاربي والنّفس الأخير من رئتي، تخذلني أصابع الرّمال هذه المرّة ، بيني وبينك نهاية قد ترتّق ثياب الغياب على مسافة الجرح، قفْ وانتظرني قليلاً
تناثرت خطواتي عبثا فوق مسامات الطّين ..
………………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١١-١٢-٢٠١٨
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١١-١٢-٢٠١٨
أوشكت أن أكمل رزم الرّوح في حقائب المدى البعيد
لأغادر بها على سكّة الفراق، هناك تلتقي الأرجل وكعوب الفرار، تبحث عن سحابة نقاء طافت طرقات السّماء قبل أن تفكّر بالهبوط على مدرج السّنابل.
جئت أمتطي طولي المغلّف بالظّلال ولم أطرق باب الرّدّة، استأذن الحناجر المركونة في حقول الكلمات، ينتظر منّي صوتًا مبلّلاً بالصّياح، تسمع أيقونة الفنارة من ضفاف الرّيحِ ، يومئُ الصّليب للمسمار الرابع ليثبت تعويذة الضّباب، الأضلاع موضة تتجمّل بها الصّدور ، وضلعي المنحني دائما يلتفّ حول خيوط الحنين، الصّحراء نحيفة لا تتحمّل رفات الجياع، ولا الضّرع يتّسع لمخلوقات الموت، يتثاءبُ المتاع، في عيون الأكياس، النّعاس يلعق آخر حلقة من الظّلام ، الشكّ يشرب من صهيل الجموح ولا يظمأ، كان ومازال يرجو من الشّمس تدرّ عليه أنواع الخيام، ماتت الأوتاد على وسائد اللّيل الأهوج ولم يعد للقمر ذكر لأنّ روافده جفّت بين رحى السّماء، مطحونة أنّة الضّياء كدقيق تذروه القناطر العابرة إلى أقبيةٍ تجمّعت فيها خوابي الانتماء، معتّق معتقدي ممزوجٌ مع أملي معلّق على أجنحة الذّباب ربّما يشعل عيدان العناق ويستفيق الرّحيق من لسعة الأطياف..
أستغلّ قيلولة الصّدى بعدما تناول صمتي على حافّة جرفٍ يلفظ بقايا قاربي والنّفس الأخير من رئتي، تخذلني أصابع الرّمال هذه المرّة ، بيني وبينك نهاية قد ترتّق ثياب الغياب على مسافة الجرح، قفْ وانتظرني قليلاً
تناثرت خطواتي عبثا فوق مسامات الطّين ..
………………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١١-١٢-٢٠١٨