GuidePedia

 ....... تُبكيني المَنابِر

.

سلامٌ علىٰ الماحوز وعلىٰ روابيها

وعلىٰ الزّاب والحاوي وما نَبَتَ فيها

.

وعلىٰ أُمّي أميرَتها وعلىٰ أبي سَيِّدها 

وعلىٰ مَنْ ذَبَحْتُ قَلبها ورُحتُ أَبكيها

.

التي كانتْ علىٰ ضفاف الزّاب رَقصَتها

علىٰ إيقاع نَبضي ونَبضها سُهيلة تؤدِّيها

فغَدَتْ قصَّة حُبَّنا كالتي نَقرأها

عن العاشقين بِغابِرِ الأيام ولَياليها

فَكَمْ مِنْ أمنياتٍ بربوعها كُنْتُ أَتَمَنّاها

وكم مِنْ دموعٍ إنْ عَطَشَتْ بِها كُنْتُ أَسقيها

.

الماحوز دار عِزّي لَنْ أَرضىٰ بسِواها

وشواطيء الزاّب أَعَزّ ذكرياتي فيها

.

ومِنْ تُرابِ الحاوي طينَتي وفيه مَنبَتها

وعلىٰ المَتْربْ آثارُ خُطايَ التي كُنْتُ أَمشيها 

.

قَضىٰ الله وقَدَّر فَفَرَّقَ بيني وبينها

فَرَضَتْ أرواحنا بما الله مُبتَليها

.

ولازالَتْ روحي تَلتَمِس الله أَنْ يَجمَعها

بها إنْ لَمْ تَكُ روحها فاضَتْ إلىٰ باريها

.

أربعونَ مَضَينَ ولازِلتُ أعشقها

ولو تُقَدَّرُ بثَمَنٍ بروحي أشتَريها

.

لَيتَها تَقرأُ خِطابي وكلِماتي التي أَكتُبُها

أو تَدخُل بيوت شِعري التي لها أشْتَكيها

.

لِتَعلَم ما فَعل الإشتياق بَعدَها بِفَتاها

روحهُ مع كُلّ نَفَسٍ بالغَيبِ تَبْتَغيها

بَنَينا داراً ظَنَنَّا إنَّا سَنَعمُرُها

وما ظَنَنَّا إنَّا يوماً مُهَجَّريها 

.

كَشَّرَتْ كلاب الغَدر عن أَنيابِها

فَعَوَتْ بالدِّار وهَجَّرَتْ ذَويها

ولابُدَّ أنْ يَعودَ للدَّارِ أَهلها

ولابُدَّ أنْ تَتَحَقَّقُ بِعَودَتِهِم أمانيها

.

فما قيمة الدار إنْ نَسَتْ أَصحابها

وما قيمةُ أَصحابها إنْ كانوا ناسيها

.

يا أُخَيَّتي،إسألي الماحوز مَنْ يَذكُرها..؟ 

بِمنابِر الشُّعراء ويَتَغَزَّل فيها

.

 عَلا ما بينَ ضلوعي عَرشها

وروحي صباحَ مَساءَ تُرَفرفُ بِضَواحيها

.

تَحومُ فوقَ الزَّاب والحاوي لَعَلَّها

تُكَحِّلُ عيونها بذِكريات ماضيها

.

يا أُخَيَّتي، ألا زالَتْ الماحوز تَذكُرُ عاشِقها..؟

وتَذكُرُ ليالي السَّمَر والكؤوس والشُّموع ونَواديها..؟

.

تُبكيني المَنابِرَ كُلَّما صَدَحْتُ بِحُبِّها

وتَسأَلني عَنها بيوت الشِّعر التي بها أَرثيها

.

آاااهٌ لها مِنْ الشَّوق أُعاني مِنها

وكُلَّما مَرَّ خَيالها بين عيوني يُبكيها

قلبي وقَلَمي وقرطاسي،الكُلُّ يَعشَقها

وفِداها عيوني التي كُنْتُ أراها فيها

.

سلامٌ مِنْ تخومِ روحي لِسُهَيْلَة أَبعَثها

وأَخلص أُمنياتي غَيباً لها أَهديها

............................................../ بقلمي/ أمير الشُّعَراء.. الأربعاء 4/9/2024 الساعة 9:00 مساءً

 
Top