GuidePedia

 سلسلة اعراب القرآن الكريم 

وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (الحج 72)

الاعراب 

(و)استئنافية 

(َإِذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه

 (تُتْلى) فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الالف للتعذر 

والجملة مضاف إليه

 (عَلَيْهِمْ) جار ومجرور متعلق بتتلى و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلقان بتتلى 

(آياتُنا) نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة  

(بَيِّناتٍ) أي واضحات حال من اياتنا منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم

 وجملة {تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا} في محل جر بالاضافة

 (تَعْرِفُ) فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت

 والجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها لا محل لها  

(فِي وُجُوهِ) جار ومجرور متعلقان بتعرف

 (الَّذِينَ) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه 

(كَفَرُوا) فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة

والجملة صلة 

(الْمُنْكَرَ) مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة 

بمعنى: الانكار والجحود

(يَكادُونَ) فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون لانه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها 

 والجملة حالية بمعنى: يكادون يثبون أي يقفزون

 (يَسْطُونَ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لانه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل  

والجملة خبر يكادون 

(بِالَّذِينَ) الباء حرف جر 

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالباء بمعنى على الذين والجار والمجرور متعلقان بيسطون

 (يَتْلُونَ)فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل

 والجملة صلة

 (عَلَيْهِمْ) جار ومجرور متعلقان ب يتلون

(آياتنا) مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم و نا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف اليه 

(قُلْ) فعل أمر مبني على السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت

 والجملة استئنافية 

(أَفَأُنَبِّئُكُمْ) الهمزة للاستفهام لا محل لها و الفاء تزيينية 

أنبئ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة و الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا

 والجملة مفعول به في محل نصب-مقول القول-

والتفريع بالفاء ناشىء من ظهور أثر المنكر على وجوههم فجعل دلالة ملامحهم بمنزلة دلالة الألفاظ ففرع عليها ما هو جواب عن كلام فيزيدهم غيظاً 

ويجوز كون التفريع على التلاوة المأخوذة من قوله { وإذا تتلى عليهم آياتنا } ، أي اتل عليهم الآيات المنذرة والمبيّنة لكفرهم وفرع عليها وعيدهم بالنار 

والاستفهام مستعمل في الاستئذان وهو استئذان تهكمي لأنه قد نبأهم بذلك دون أن ينتظر جوابهم 

 (بِشَرٍّ) جار ومجرور متعلق بأنبئ أي بأكثر شررا لأن الأصل «أشر»اسم تفضيل فحذفت الهمزة تخفيفا وهو افصح كما حذفت في خير بمعنى أخير

(مِنْ)حرف جر

( ذلِكُمُ) ذا اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بشّر و اللام للبعد والكاف للخطاب والميم للجمع

 والاشارة الى غيظهم بمعنى: أفأخبركم بشر من هذا الغيظ‍ وأشد منه على نفوسكم؟ أي بشر من غيظكم على التالين وسطوكم عليهم أو مما أصابكم من الكراهة والضجر بسبب ما تلي عليكم 

 (النَّارُ) خبر مبتدأ محذوف بتقدير هي النار وقد حذف المبتدأ لوجود دليل يدل عليه

 ويجوز أن تكون «النار» مبتدأ خبره الجملة بعده على تقدير التي وعدها الله

 (وَعَدَهَا) فعل ماض مبني على الفتح و الهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول مقدم

 (اللَّهُ) اسم الجلالة فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة  

(الَّذِينَ) اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان 

(كَفَرُوا) فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو في محل رفع فاعل 

والجملة صلة 

(و)استئنافية 

(َبِئْسَ) فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح 

(الْمَصِيرُ) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وحذف المخصوص بالذم لأنه تقدم عليه ما يشعر به

والجملة مستأنفة

يقول ابن عاشور 

{ وبئس المصير } أي بئس مصيرهم هي ، فحرف التعريف عوض عن المضاف إليه فتكون الجملة إنشاء ذمّ معطوفة على جملة الحال على تقدير القول ويجوز أن يكون التعريف للجنس فيفيد العموم أي بئس المصير هي لمن صار إليها فتكون الجملة تذييلاً لما فيها من عموم الحكم للمخاطبين و غيرهم وتكون الواو اعتراضية تذييلية


البلاغة 

المنكر : إما الشيء الذي تُنكره الأنظار والنفوس فيكون هنا اسماً ، أي دلائل كراهيتهم وغضبهم وعزمهم على السوء ، وإما مصدر ميمي بمعنى الإنكار كالمُكْرم بمعنى الإكرام . والمَحْملان آيلان إلى معنى أنهم يلوح على وجوههم الغَيْظ والغضب عندما يُتلى عليهم القرآن ويُدعون إلى الإيمان . وهذا كناية عن امتلاء نفوسهم من الإنكار والغيظ حتى تجاوز أثرُه بواطنهم فظهر على وجوههم


الفوائد 

١- (يَسْطُونَ) : يبطشون والسطو الوثب والبطش ولذلك عدي بالباء وإلا فهو يتعدى بعلى يقال سطا عليه وأصله القهر والغلبة وفي الأساس «وسطا بقرنه وعلى قرنه وثب عليه وبطش به، والفحل يسطو على طروقته

 ومن المجاز: سطا الماء كثر وزخر

وما سطوت في طعام أحد: ما تناولته ولهم أيد سواط عواط 

قال المتنخّل يصف خمرا:

 ركود في الإناء لها حميّا تلذّ بأخذها الأيدي السواطي

 وللسين مع الطاء فاء وعينا للكلمة صفة الامتداد، تقول رأيتهم قاعدين على المساطب وهي الدكاكين الممتدة حول رحبة المسجد وبات فلان على المسطبة وتقول:

 كم أبات هذا البيت رجالا على المساطب، وأوقعهم في المتالف والمعاطب

 تريد فسر في بلاد الله

 وتقول: إما أن يبيتك على المسطبة، أو يرفعك الى المسطبة وهي المجرّة،

 وسطح الشيء: بسطه وسواه ومنه سطح الخبز بالمسطح وهو المحور وسطح الثريدة في الصحفة ومنه سطح البيت وسطح مسطح: مستو وأنف مسطح منبسط جدا وبسط لنا المسطح والمساطح وهو الحصير من الخوص وضربه فسطحه إذا بطحه على قفاه ممتدا فانسطح وهو سطيح ومنسطح وبه سمي سطيح وضربه بالمسطح وهو عمود الخباء وشرب من السطيحة وهي المزادة، وسطر واستطر كتب وكتب سطرا من كتابه وسطرا وأسطرا وسطورا وأسطارا وهو مسيطر علينا ومتسيطر

 ونار ساطعة ممتدة ونور ساطع وسطع الفجر وسطع الغبار سطوعا وسطع البعير والظليم مدّ عنقه الى السماء

 قال ذو الرمة يصف ظليما:

 يظلّ مختضعا طورا فتنكره حينا ويسطع أحيانا فينتسب 

وسطع بيديه رفعهما مصفقا بهما 

ومن المجاز سطعت رائحة المسك وأعجبني سطوع رائحته، واغتسلت بالسّطل والسّيطل وهما القدس الذي يتطهر به في الحمّام، وحرك النار بالاسطام وسيف مصقول السّطام وهو الحد

ّ وأنشد سيبويه لكعب بن جعيل:

 وأبيض مصقول السطام مهنّدا وذا حلق من نسج داود مسردا

 ومن المجاز ليل طما أسطمّه وهو في أسطمّة قريش في وسطهم وعاد الملك في اسطمّه: في أصله،

 قال: يا ليتها قد خرجت من فمّه حتى يعود الملك في اسطمّه 

والعرب سطام الناس( اعراب القرآن الكريم وبيانه)

٢- { والذين يتلون } يجوز أن يكون مراداً به النبي صلى الله عليه وسلم من إطلاق اسم الجمع على الواحد كقوله : { وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم } [ الفرقان : 37 ] ، أي كذّبوا الرسول .

ويجوز أن يراد به من يقرأ عليهم القرآن من المسلمين والرسول

 
Top