ريحٌ وزبد
في عتمةِ الصّدعِ خيطٌ كالشعاع بدا
قد مدَّ للشّمس من صمت الضياءِ يدا
لم يقرأ الليلُ سفرَ النّورِ فانصرفت
فيه الرّياحُ تجدُّ السّيرَ دونَ هدى
لادربَ في الدّربِ... زادُ العمرِ تحملُه
عصا المآلِ وبابُ القصدِ قد وُصِدا
ذاك الحريقٌ لسانٌ مدّ خيبتَه
على الغلالِ فما استوفى وما ابتردا
وللجياع بلون القمح صومعةٌ
تمدُّ عينَ خواها في الفضاء مدى
قد كان حلمُ رمالِ الشّطِّ ذا فنَنٍ
فما تمخّض عن زهرٍ وما غَرِدا
لاملحَ في الملحِ جفت مزنُ أعيننا
وخضّبَ القهرُ قاعاً دمعُه نفدا
تحتَ السّرابِ تلاشت واحةٌ خَدَعَت
لهفَ النّياقِ وفيضٌ غابَ وحيَ عِدا
جفَّ الفؤادُ ونصلُ الغيبِ أثخنهُ
والدّجنُ أرهقَ في عينِ السّهادِ غدا
ذاك الغضارُ تشظّى في خمائرهِ
وكوّرتهُ نداءاتُ الخلودِ ردى
مَن لي يلمُّ _ودمعي كبْتَ غائرةٍ_
نزفَ الثّكالى ؟ ومَن يستنبِتُ الكبِدا ؟؟
مَن يقنعُ الثأرَ أنّ الهونَ مكرمةٌ ؟
وكيفَ نضفرُ مِن هَجْرِ ال أنا مَسدا ؟
للعدل سيفٌ وأقمارٌ إذا انهمرت
تدفّقَ النّورُ يفري الصّخرَ ماجَهِدا...
نحنُ الحياةُ ..ضيانا ليس يطفئهُ
جهلٌ تجبَّرَ ..سنَ العتمَ مُعتَقدا
الآنَ خلفَ ضباب الشّكِّ مفتَرَقٌ
نادى اليقينَ وذاكَ النّجمُ منهُ بدا
شريف قاسم. ٢٠٢٣/٦/٣٠