بقلم د.احمد بدير
قراءة نقدية في نص رواء العلي
(أتنفس من خرم قرنفلة
أجلس في شرفتها
أتدرب على الفرح فدخل هواء يكفي مدنا
يمنحني
أمانا وأراجيح من دخان
يتمرد الجرح في مدار الحلم
صوت أخضر في عيون يابسة)
تختم المبدعة ومضتها بقولها...
صوت اخضر في عيون يابسة
وهي صورة في قمة الروعة والجمال
استطاعت فيها المبدعة الجمع بين المتباعدات...
(الصوت) الموصوف ب(اخضر )
وا(عيون) الموصوفة ب (يابسة)
وقد جمعت فيها كل عناصر الصورة الفنية من صوت ولون وحركة
فجاء الصوت مقترنا باللون في (صوت اخضر ) ووصف الصوت بالاخضر يدل علي نضارته وحيويته وجماله ويوضح بجلاءمدى النماء والخير اللذان يخرجان منه...
فهو صوت مميز لايستطيعه اي انسان الا الانسان المجبول علي الخير والعطاء والمحبة والتفاؤل والامل...
ثم جاءت الحركة في (عيون يابسة ) لتبين حركة العين يمينا ويسارا واعلي واسفل ...
وهذه الحركة الموصوفة ب (يابسة )تدل على مدي الحيرة والتردد وبغض الحياة وكرهها فقد صار كل شيء امام العين يابسا حتي انها من كثرة رؤيتها لذلك يبست هي الاخري...
وجاء حرف الجر (في )ليبين مدي تمكن اللون الأخضر من تلك العيون البائسة لان (في ) تفيد الظرفية
وقد جاء التضاد بين ( اخضر ) و (يابسة )ليدل علي مدي الشمول والاحاطة...
فهذا الصوت الأخضر يستطيع تبديد كل يبس في العيون والقضاء عليه وتحويل كل شيء تراه ليكون جميلا...
دام الالق