الاديب عبد الستار الزهيري
عندما يغتالني الشوق وينهمر العشق لك فالمقبرة دربي ربما لأن فيها قطعةً مني قد دفنت
لك أحث الخطى ولقبرك أرحل
فهل لي بلقياك
وتلك الأوجاع تستريح
يداهمني الأملٌ بأنك تحتضني بلهفة وشوق وأبتسامه.
يا سامر الشوق
يا راقي الحديث
دع الأحاديث تنجلي
ودع المراكب ترسوا
عانقني وضمني إليك كما تضم الحمامة فراخها
لكن !!!!
ما لك لا تجيب وأنا أناديك
مالي أراك لا تبالي أيها الحبيب :
كيف حالك في رمسك ؟
كيف أيامك وأنت ترقد هناك وحيدا مع الأموات ؟
هل ألتقيت بأبينا وأخينا وأمنا ؟
هل أبلغتهم سلامنا ؟
هل سألوك عن احوالنا ؟
كيف كانت ليلتك الاولى وانت ضيف الرحمن؟
ألا تجيب ؟
يا سوسن الشوق
يا رفيق الدرب
يا صديقا قبل ان تكون أخا
فحسن ظني بالله انك مرتاح
وتلك بشارة بأنك ستقتني منزل من منازل الجنه أن شاء الله
وقفت عند قبرك قائلا :
وقفت وأن كان فجرا
عند رجائي ظل أسمرا
فكان الربيع رجائي
وتلك الليالي وما رحبت
فهل تتسع الآهة صدرا ؟
فراق الأحبة في الصدر
كالنار لا يترك للهشيم نجاة
تلك المزن في الجود معطاء
وليل أخي غرب قبل الميعاد
دع الأحلام تكتوي
ما فارق حلما ظل قمر
أيها الراحل لدنيا السراب
أبا ماهر غادر قبل الآوان
عجبت كيف في القيض مطرا
تموز وآب كالنحل فاقد العسل
وتلك الأبراق ملئت السماء
ككذب مسافر للدرب ينتظر
يا عائد من خلف الأمس
هل رأيت أبا ماهر في قوافل الآياب ؟
أم للسفر تذكرة بلا آياب
أبا ماهر سيد لم تزنه القوافي
بل للقافية هو الميزان
يامهجة الروح يا أقحوان
الكل يناجي ربه
الكل مكلوم لفراقك
الكل مهموم لبعدك
الكل حزين لفقدك
بيوتنا مكلومة .
وقلوبنا مشروخة .
لِمَ استعجلت الرحيل يا نورا يا قداس؟
نم قرير العين والقلب
هل سنلتقي يوماً ؟
ليبرد شوقي المشتعل
هل نجلس ونتحاور كما كنا ؟
دعني أُمازحك كما كنا
صوتك يرن بمسامعي ومنبه الشوق يغتالني
أنظر إليك وأنا أخشاك خوفا وأحترما كما يخشى الوليد أباه
ربما لأني فقدت الأب منذ نعومة أظافري؟!
ها أنت تحت التراب ربما تسمعني أو تراني وربما تشتاق لسماعي وتود أن نتحادث .
أظن بأنك في النعيم عند مليك مقتدر .
أيها الحبيب أبلغ من جاورك السلام وأن الشوق يضرم النيران في قلوبنا
قد فاض الشوق في مضاربنا
والقلوب مُزقت لفراقهم
وأن الدنيا أثقلت كواهلنا
بلغهم بأن قوتنا قد خارت
أيها الحبيب
ملتقانا بك وبهم في الجنة أن شاء الله
رحمك الله من فقيد
أخوك
الاديب عبد الستار الزهيري