(دع عنك الهوى يا فتى)
عبدالمجيد محمد باعباد
وعيشك ما تذرُ المهاوي والهوى
إذا عشقَ المُعنى الهوى هوى بهِ
وعمركَ ما تُبقي الليالي ولا بقاءْ
إذا جاء المُفني الفناء فنى بهِ
وحسنكَ لن يُغني الفواتي يا فتى
إذا آجلَ المرجي الرجاء رجى بهِ
لعمركُ ما تُحيي البواكي ولا الرثاء
إذا ندبَ المرثي الثرى ثرى بهِ
فجد في بواقي الخير بالبرِ
طائعًا بما تتقي من أجرِهِ وثوابِهِ
وكابد صرْوفَ الزّمانِ فإنّهُ بتقلبهِ
أفعىٍ تطولُ سنونَ نوائبهِ
ولا تأمَنِ الدهْرَ الخؤونَ ومكرهُ
فكمْ جاهلٍ ألقى عليهِ عجائبه
ولا تغفلنَّ ريبَ المنونَ بما ترى
فكم عاقلٍ جادت عليهِ مصائبهِ
ولا تحسبنَ الدهرَ يصون رجالهٌ
فكم والدٍِ جارت عليهِ أقاربهِ
فجانب أذى الناس ما استطعت
إذا الدهر فجا فاصبر قضاء نوائبهِ
