GuidePedia


مهند المسلم


 أنِّيْ الْعَرَاقِيُّ الَّذِيْ عَشِقَ الْهَوى

.

وتَسَامَرَتْ فيْ عِشْقِـــهِ الْأحْبَابُ

.

وتَزَاحَمَتْ منْ خَلْفِـهِ رَايَــاتَهُـمْ

.

فَوْقَ الْرَؤوْسِ مَشَاعِلٌ وحِرَابُ

.

حَتَّى تَرَاكَـمَ دَمْعُنَــا فيْ قَصَّــةٍ

.

ثَارَتْ عَلى أنْبَائِهَــا الْإعْجَــابُ

.

وتَفَتَّحَتْ أزْهَــارُهَـا فيْ مُوْسمٍ

.

وتَكَــاثَرَ الْفَــرَّاشُ والْأعْشـــابُ

.

فالْخيْرُ فيْ أرْضِ الْعِرَاقِ حَضَارةً

.

كَالْمــاءِ طَــابَ جَـداوَلاً يَنْسَـابُ

.

حَتّى الْعصَـافِيْرُ الَّتِيْ أحْبَبْتُهَـــا

.

طارَتْ عَلى أثَــرٍ تَرَاهُ سَــرَابُ

.

والْلَاهثُوْنَ عَلى مَوَائَـدِ مَوْتِهَــمْ

.

مَثْلَ الْذَبَابِ تَجَمَّعُـوْا وارْتَابُـوْا

.

فيْ ذَلَّةٍ بَاعُـوْا ضَمَائِرَهُـمْ كَمَـا

.

لَبَسُوْا الْخَنُوْعَ عَلى الْشَمُوْخِ حِجَابُ

.

حَتَّى مَخَازَنَ تمْرُنَا قَــدْ صَابَها

.

مَرَضٌ فَلا خَمْــرٌ ولا أرْطَـابُ

.

والْصَادَقُوْنَ بَلا حَيَاةٍ هَاجَــرُوْا

.

فيْ غَفْلَةٍ تَرَكُوْا العَرَاقَ وغَابُوْا

.

والْكَاذَبُوْنَ تَزَاحَمُوْا فيْ عَرْضِهُمْ

.

سَرَقُوْا الْمَنَاصِبَ حَالُهَا الْإرْهَابُ

.

ذهبُوْا على أخْلافِهُــمْ جِيَفَاً كَمَا

.

رَجَعَتْ إلَى أصْلٍ لَهَــا الْأذْنَابُ

.

يَا سَيَّـدَ الْشُعَـرَاءِ دُوْنَ مُنَــافِسٍ

.

هَـلْ غَافَلَـتْ أحْلَامُنَا الْاصْلابُ

.

فَتَنَاثَرَتْ حَوْلَ الْقَصِيْدِ حَرُوْفُهَا

.

وتَبَعْثَـــرَ الْأوْتَــادُ والْأسْبَــابُ

.

حَتَّى قِصَائِدَ نَازِكٍ قَدْ أُهْمَلَــتْ

.

فَاسْتَوْحَشَ الْسَيَّابُ و الْأغْرَابُ

.

وتَعَمْلَقَ الْأعْجَـامُ دُوْنَ عَظِيْمَةٍ

.

والْشَعْـرُ خَافَ وَصَـايَةً يَرْتَابُ

.

فَتَكَاسَلَ الْأضْدَادُ عَنْ ضَادِ الْهَوَى

.

والْمُفْرَدَاتُ تَسَــاقَطَتْ إعْـرَابُ

.

وأنَا عَلى مَضَضٍ ألَمُّ حَرُوْفَهَا

.

منْ مَنْبَـرٍ خَرِبٍ عَــلاهُ تُــرَابُ

.

أحْرَقْتُ منْ زَمَنٍ تَعَالِيْمَ الْهَوَى

.

والْعَاشَقِيْنَ كَمَا تَرَى قَــدْ تَابُوْا

.

فيْ سَكْرِهُمْ دَارَتْ دَوَائِرُ دَوْلَةً

.

أحْلامُهَــا لَلْــوَالَهيْنَ ثَـــــوَابُ

.

حَتَّى مَشَاعِرُنَا تَقَاعَسَ بَعْضُهَا

.

وتَسَاقَطَتْ عَنْ خُزْيَهَا الْأثْوَابُ

.

حَالُ الْقَصِيْـدِ مُعَلَّـقٌ فيْ جِيْدِهَا

.

مَثْلَ الْمَجُـوْنِ تُفَــاخِرٌ وسِبَــابُ

.

لا قَيْـسَ بَاتَ لِدارِ لَيْلَى عَـاشِقَاً

.

إنْ أطْــرَبَتْ كَلِمَــاتَهُمْ زَرْيَـابُ

.

مَنْ سُوْمَـرٍ وأنَا فَقِيْـرٌ مُعْــدمٌ

.

فيْ مَنْهَجِيْ تَسَـــائِلٌ وجَـوَابُ

.

فَالْنَارُ لا تَبْدُوْ حَرِيْقَـاً غَامِضَـاً

.

مَا لَمْ يَصيْبُ حِطَابَهَا الْعَطَّابُ

.

والْعَقْـلُ لا يَبْدُوْ كَثَيْرَاً نَاجِعَـاً

.

إنْ لَمْ يَكُنْ فيْ حَكْمَــةٍ يَغْتَابُ

.

والْنَاسُ أصْنَافٌ عَلى أشْكَالِهُمْ

.

وَقَعُوْا ومَا طَابَتْ لَهُمْ أصْلَابُ

.

واعْشَوْشَبَ الْحَقْدُ الْدَفِيْنِ طَلاسِمَاً

.

قَدْ زَادَهَا الْكِذَّابُ و الْأصْحَابُ

.

يَا ألْفَ هَارُوْنٍ ومُعْتَصِمٍ طَغَتْ

.

فيْ عَصْرِهُمْ أغْلامَهُمْ وقِحَـابُ

.

حَتَّى مَنَـاسِكَهُمْ عَلى أهْـوَاءِهُمْ

.

بُنَيَتْ مَشَــارِبُهَا مَعَ الْأنْخَــابُ

.

كَخَرِيْطَةٍ لَلْفَـاضَحِيْنَ عُرَيَّهُـمْ

.

مَثْلَ الْلَقِيْطِ يُفَــاخِرُ الْأنْسَــابُ

.

حَتَّى قِبَابَ الْقُدْسِ رَاحَ بَرِيْقُهَا

.

وتَعَمَّدَتْ أسْوَارُهَا الْمَحْــرَابُ

.

وتَصَاغَرَتْ أحْلامُنَا فيْ مَرْقَدٍ

.

لَلْـــوَارِثِيْـنَ حِجَــارَةٌ وتَـرَابُ

.

لا خَيْرَ فِيْهَا إنْ تَنَــاثَرَ شَـرُّهَا

.

وتَفَــاهَةٌ فيْ دَارِهَا وخَـــرَابُ

.

قَدْ أنْبَأَ الْماضُوْنَ دُوْنَ دِرَايَةٍ

.

إنَّ الْعِرَاقَ مُصَابَهُمْ لَوْ صَابُوْا

.


مهند المسلم





 
Top