GuidePedia

يا ثلجُ غادر
/ فراس المصطفى / سوريا
................................

يا ثلجُ غادِر..
فخيمةُ الأحزان مُمزّقة..
شُلَّتْ جوارحي منك..
غادِر.. لا تكُن غادِر..
واذهب إلى هُناك..
حيثُ سلول والقُصور..
ومراتع الزُّناة..
ألم تر غيرنا يا ثلج الشّتاء ؟..
أتظُنُّ أنّنا بلا شُعور ؟..
خيمتي دليلُ آلامي..
إسأل كُلّ خيطٍ في رُموشها..
عن آهتي في الليل..
ورعشتي منك..
ومن وُحوش القهر..
طفلي تُوفّي لاثماً صدري..
سُحُبي توارت..
ظِلِّي تلاشى ولم أرهُ..
مُنذُ أن غادرتُ كُتُبي..
وأفئدتي.. وأحبابي..
ودمارُ حائط الأمان
هوى على مُقَلي..
نحنُ مُشرّدون في الخيام..
وأنت تقتُلُ ما تبقّى
من ابتساماتٍ موزّعةٍ
في ثغر أولادي..
ألا يكفيهمُ الجوعُ المُغمّسُ بالظّمأ ؟..
غادِر جسد أطفالي..
ولا تكُن كهؤلاء..
غادِر.. إرحل..
لا تكُن كابوس نومي..
لا تكُن دهليز خوفي..
فالرّيحُ.. تشهدُ لي قريباً..
هي شرنقاتُ عزاء..
وفي يدي.. حفنةٌ جمعتُها..
كانت الرّماد كُلّهُ
عند مقبرة الأمان..
نحنُ موتى الظُّلم..
لكنّنا.. نتحرّكُ في العلن..
وفي حقيقة الفناء..
..................................

 
Top