عطاالله خلف
(عرش الشمس)
إدبار الحياة سيفا بقلب العزة
...........وإقبال الحياة أعز العبد الذليلا
أنا العزيز كابر ابن أكابر
..................أقارب تشهد وابن السبيلا
قضي القدر صرح شبابنا فهوى
.................عقد عمر صبا الفتي النبيلا
والليل البهيم ملبد الغيوم
..................حلت نائبة الطير الأبابيلا
وفوق التمني يحم السرب كأنه
...............رؤوس شياطين قعر سجيلا
كما تتساقط الشهب هوى التمني
..............فأودعت الثرى الحلم الهزيلا
وشيعته بين رفات أحلامي
.................كما شيعت أخوته بالمعولا
فكيف جهلت الخنساء أخباري
................أنا السيد الجريء والجميلا
ياخنساء ماكان صخر أوحد
................جناح سلامي أجل القناديلا
كأنهم نجمات خمس من الثريا
.................شموخ الماجدات كالنخيلا
خاجلة القمر صغيرتي سلمى
............ضاحكة الشمس مبجلة الجيلا
سر داري الملائكة عنه تسأل
...................لمطلع الفجر نوره أكاليلا
ملكة ما رأيت مثلها بشرا
..................تقيم الليل والقرآن ترتيلا
وتذكرت الأماني وسنين مضت
.................أربعة آلاف ليلة تزد القليلا
باسمة الثغر والشعر الأسود
..................عينان المها العين الكحيلا
ظبية جميلة حسنة المعشر
............... لا جن لا أنس عاش المثيلا
حصى الدار تبكي بعدما كانت
.............تترنم الحصى برن الخلاخيلا
عابرة الحياة كطيفها العابر
.....................بقي طيفها بعد الرحيلا
أتتبع الجرة من الشغف كأني
..................نهر حمم فإن سرت يسيلا
على تلك الرمال القمرية لقى
...............عشيرة الجريد حفاوة تميلا
وأشعاع القمر تخطى النخيلا
..............لتعكس عيناها ضي القناديلا
يمس شعرها سفح الرمال كما
................تتراقص الروح على القتيلا
شعاع مع الشعر على الرمال سدل
.................وأترقب الليل خشي يزولا
فطاف طائفا من ربك بجنة
................فخاوية على عروشها طولا
فعجبا الشاعرات يقلنا غزلا
..............قصيد الدمع ينساب مكحولا
تطوف الفاتنات لهوا وخجلا
....................وتسمعني شعرا كالهديلا
تقل يسرى ابنه الفرات أشعارا
..................صفير بلبلة الشعر الجزيلا
ككوكبا على سفح البحر تبحر
.................عباب بحور الشعر الجذيلا
شك اليقين يحرق عقل الحكمة
...............تخطى مجرى القدر الذهولا
فعجبا إنني مثل الخلائق
....................فلعلة دعاء أمي الجميلا
نسم هبت حين الريم تجلت
................واقفه الشفق تلوح للخيولا
تموج بحسنها وقرا كأنها
.............عقد نجوم في السماء مغزولا
فأقبلت كما الشمس لتعرفني
...........وقت حجرا يسقط من سجيلا
أنستها خل الحياة تؤنسني
................كبر قهر الحياة بلا الخليلا
عصفت بي عصفا زمهريرا
...............تعصف والقدر يعصف ثقيلا
كما الأحلام تبددت تلاشت
............حظ التعس مثل غمس الفتيلا
كأنها تقرأ الغيب ولا تعرف
...................قالت هامسة أنت تتخيلا
قلت هذا الحلم عاد يراودني
.....................فقالت معاذ الله تتخيلا
تعاتبني دون شفاة تنطق
...............جروح الخيل كاتمة الصهيلا
لها في الفؤاد أثر خطى جمرا
............كما الجبل يحط فوق السهولا
جاهلة جهولة جهلت إنني
..........أخفي جرحا نكل الجسد تنكيلا
فما تعظم أمري ليعجز القدر
................وماكان دربا من المستحيلا
إنني أقمت فوق الشمس عرشا
...............وعزتي وحدها تصد المغولا
تنال النفس الطعان مبتسمة
......................وتأبى لغير العزة بديلا
فما عاب الجرح حرا جسورا
..............لا يسلم في الوغى إلا الذليلا
جشاعة الدنيء كالنار لا تشبع
.................فماء الوجه مسكوبا طويلا
وقناعة المرء كقطرة الزيت
.................في المصباح تشعل الفتيلا
وتخدش الحر أطياف نظرة
......................كأنها قتل قابيل هابيلا
وإن علت بعض المراكب قدرا
...............فلن تعلو ظل السيد الجليلا
دارنا مجيرة جابرة الخواطر
..................سليلة الشرف والعز سليلا
تلك ديارانا ذات العليا المهيبا
.......ولمن تاهت به السبل كانت الدليلا
وما كان كرم الطائي إلا فخرا
.................أما دارنا نبع الكرم الأصيلا
والدار ضاحكة باسمة مبتهجة
.........راجيها مستبشر فما عاد مخزولا
أنا فتاها المدلل جاسرا كأنني
..............نجما بالفلك لا يفل ولا يزولا
وسيدتي تعوذني من الشر
...............وترسل ليقص أثري الرسولا
أنا العزيز كابر ابن أكابر
..................أقارب تشهد وابن السبيلا
عطاالله خلف