GuidePedia


علاء سعيد حميد


مدينة تسمى الحب

حزمتُ أمتعتي شيءٌ بعد شيء
قررت الرحيل عنك
تاركاً جميع الذكريات
عند كل شارع وفي كل زقاق
في كل درب وفي كل رواق
راحل عنك ......لا...إلى اللقاء
إنما الوداع ......إلى الوداع
مدينة أتيتكِ زائراً
عابراً كأبن السبيل
ماشياً درباً طويل
قاطعاً كل الجسور
سابحاً كل البحور
تابعاً سرب الطيور
حتى أجد المكان
والقلب يفترش الزهور
ورأيتك أنت بعد أن طال السفر
مدينة لها في كل زقاق قمر
و ماء أنهارها عذب سلسبيل
ودروبها تسمى عشقٌ ,هيامٌ ,سهر
ومروجها الخضراء بساط الحنين
وسورها النجوم واللألاء والدُرر
الكل فيها مبتسم حتى الظلام
أين كنتِ عني في غياب
مدينة تظهر بعد كل ألف عام
أو أسطورة ضيعها الزمان
أم هي الحلم الذي شارك القلب
في المنام
************************************
دخلتُ هذهِ المدينة وقلت إنها المرسى الأخير حيث لا رحيل ............لا سفرٌ طويل ربما هي من كنت أُنشد في الخيال
ويأخذني النسيم عبر واحات الجمال ومشيتُ في كل إرجائها حتى وجدت شارع مظلم فيها لا ضوء في المكان.. لا نغم ...لا حياة وهناك باب كبير
وسور عظيم فدخلت عبر الباب .
وجدت أشلاء متناثرة ومنازل مهدمة وشوارع محفورة
ورجلاً عجوز رث الملابس عابس الوجه
قلت: ماذا جرى هنا
رمقني بنظرة وقال:كما ترى الخراب والدمار
يا بني
يسكن في ذاك القصر الكبير
غول يسمى الفراق المرير
وأعوانه
الغدر والنفاق
الحزن والألم
الدمع والندم
الهجر والبعاد
انظر لأشلاء هؤلاء
كانوا جميعا في مدينة الحب
يمرحون, يفرحون ,يرقصون
ما إن ينتهوا حتى يخرجوا من هذا الباب
فيمسك بهم الغول ويحولهم إلى
ما ترى عيناك
وبما أنت غريب وجديد في مدينة الحب ارحل بسلام
لكي لا تكون مثل ما أصبحوا
لذا حزمت أمتعتي وقررت الرحيل
دون أن أعيش مثل ما عاشوا
ودون أن أصير مثل ما صاروا
راحل عنكِ بشقيكِ
راحل عن الضياء
راحل عن الظلام
لا مكان لي معكِ
لا أريد أن أصبح حطام
مدينة الحب
إلى الوداع .....إلى الوداع
 
Top