حازم عمران
هواجسُ المهْد
ما بين فيض هواجسي صوتٌ يقولْ :
كنْ سالم الفؤاد ما استطعتْ
سألْتُ عنهُ : صوتُ منْ هوَ ؟
فلمْ تجبْني الريحُ شيءً
ولا النسيْمات التي جائت من الأفق البعيْدْ
ردّاً على أصْداءِ أسْئلتيْ
فقال نفْس الصوت منْ جديدْ :
كنْ سالم الفؤاد ما استطعتْ
وهبْتُ سؤْلي صمْتَ أوردتيْ
و فتشْتُ عنْهُ فيْ مخيّلتيْ
وجدْتُ طيْفَ غبارِ فرْحةٍ قديمهْ
أثراً منَ الزمن العتيقِ فوق غيمهْ
صعدْتُ سطْحها على درجات أزْمنتيْ
فقال نفْس الصوت منْ جديدْ :
كنْ سالم الفؤاد ما استطعتْ .
نظرْتُ بالأنوار من روحي و أفْئدتيْ
أبْصرْتُ بين الغيمِ مهْداً حفّه وردٌ نضيدْ
جلسْتُ فيْه أريْح أسْئلتيْ
فقال نفْس الصوت منْ جديدْ :
كنْ سالماً بنيّ ما استطعتْ
فعرفْتُ أنّ الصوت كان قلب أمّيْ
هو صوت أمّي إذْ تودّعنيْ
أجْهشْتُ دمْعاً في احتراقٍ منْ على مهْدي إلى وجه الصباحْ .
حازم عمران