GuidePedia

19=( رسالةٌ من مناضل كوردستاني ؟!)
قصيدة الشاعر رمزي عقراوي
أمّاه ...!
مضى شهران ...
ونحن لم نزل نلقى الصِّعاب
أماه ...!
مازالت أجسامنا يلفهُّا التراب ...
لا راحة لنا ...!
إلاّ حمل البنادق , والحراب ...
يجب أنْ نصُدَّ الاعداء ...
عن السفوح والهضاب
ففي فؤاد كل كورديٍّ ثائر
تتلظى النارُ – كالشهاب !
كل يوم نقوم بغسلِ شهيد
بدموع القلبِ المُذاب !!
نلبسهُ أكفان العَراء
حيث تغمره فِساحُ الرِّحاب
ونودِّعهُ عند قبرهِ ...
بالحُبِّ ... وتأوّهات الأصحاب
مُردّدين ... هاتفين ...
(( ما مات شعبٌ يُضحّي بدَم الشباب ))!
أماه ! ... لم أحظَ بوقتٍ كي ...
أكتُبَ لكِ فيه جوابْ !!
*
عند فجر هذا اليوم المُبارك
أقَمنا للصَّلاة !!!
فعيد – نوروزٍ- ...
قد أطلَّ مُكبِّراً ... بِنصْرٍآت !!
صلاتُنا ... ثأرٌ مؤجَّجٌ
فهل تلوميني على الصّلاة ؟!
فالنارُ في صَدري ...
وفي جنبي , وبكلِّ ذاتي !
نروي لأجيالِ الكورد
قصص الدّمار , والتضحيات
أماه ! لا طابت حياتكِ
في الخنوع , والأذلال , أو حياتي
فما زالت ( كوردستاننا العُظمى )
مُدنَّسةً برجسِ الطغاة !
*
قولي لجدتي !
إننا في عيد – نوروز –
لم نلبس أيّ جديد ...!
لم نلعبْ أو نلهو على الشطآن
منذ وقتٍ ... بعيدْ !
ما جمَعتْنا حلقاتُ الدَّبكات
في هذا اليوم السعيد !!
ما رنَّتْ في أسماعِنا نغمات
مزمارٍ ينبعثُ بالنشيد
إلاّ نشيد البرقِ , والرَّعد ...
والرَّدى ... والحديد ...!
فكم هفا فؤادي هائما
يا أمي للماضي البعيد ؟!
للخلاّن ! للحقول الخضراء
للوديان ... للبيت الكورديّ العتيد
فدفؤكِ يا أماه ...!
راحَ يحلُّ مَحِلَّهُ – البردُ الشديد !
بالأمس شيَّعْنا أصدقاءنا ...
شهيداً ... بعدَ شهيد ؟!
لكننا لم نزَلْ ... وسنبقى
نرنو – مُخلصين للفجرِ الوليد
وغداً ... أجَلْ غداً ...؟!
سيعقبُ الليل سقوط المَطر
قطراتهُ الندية ...
مُخضَلَّةً كالورد ... كالزَّهر
يا أماه ... !
(( هذا الغدُ , أملُنا الجديدُ المُنتَظر ))
بنجيعِ الشهداءِ نسقيهِ
وبجُثثِهم – نطمرُ الحُفَر !!
نبنيهِ بالقبور ...
إنْ آنْحَبَسَ المَطر , أو عَزَّ حَجَر !
وسيهتفُ البيشمركة :-
من الاعماق , بالتحَرُّرِ , والظَّفر
فتَرُدُّ السفوحُ الصّدى
فيُسكِرُ اللحنُ – النَّهر !
أماه ...!
(( هذا ما زرعناهُ بالأيمان ))
بعزْم النَّصر !
وعند / الغدِ الضَّحوكِ المُشرِقِ
( سنقطفُ الثمَّر ) ؟!
أماه ... يا أماه ..؟!
( لا يُفنى شعبنا الكورديُّ !!
وإنْ طغى القدَر ...؟!)
( لا يَفنى شعبنا الكورديُّ
وإنْ طغى القَدَرْ ) !!
* * *
كُتِبَتْ في مدينة الموصل الحدباء أثناء عمليّات الأنفال الظالمة عام 1988ضد الشعب الكوردي في كوردستان - العراق
قصيدة للشاعر رمزي عقراوي
== تُنشَر لأوَّل مرَّة ==
5=11=2019 فما أشبه اليوم بالبارحة



 
Top