GuidePedia



عُدْتُ إليكمْ لا تسألوني
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
قصيدة \ عُدْتُ إليكمْ لا تسألوني \
من قصائد الشاعر \ جمال الشرقاوي \
[ 1 ]
عُدْتُ إليكمْ لا تسألوني
عُدْتُ إليكمْ يا أحبــَّــائِي
بعدَ عامٍ ضاعَ سُدَىَ
بعدَ غيابٍ يا أصدقائِي
رجاءاً رجاءاً لا تسألوني
و اتركوا السَّرَ في دِمَائِي
بحَّـارٌ بقلبي و في أحشائِي
عُدْتُ إليكمْ لا تسألوني
عن حالي و عن أشيائِي
لا تسألوا كي لا أكذبْ
أو أُنافقُ أو أُرَائِي
عبرتُ سنينَ العمرِ صادقاً
أشعلتُ كلُّ تاريخي ورائِي
عُدْتُ إليكمْ يا أصدقائِي
كالريحِ حاملٍ بيديِّ حِذَائِي
فما فقدتُ يوماً طُـُـهْـرِي
أو برائَتِي أو صفائِي
عُدْتُ إليكمْ صُلـْـبُ المَـرَاسِ
مُتــَـوَشــِّـحَـاً بكرامتي و حَيَـائِي
كما كنتُ دَومَاً أسداً
بزئـِـيــِـرِي و أشعاري و أشلائِي
أحملُ داخلي حبـَّـاً و عشقاً
هما الجذورُ لِمَـعــْـدَنِي و نقائِي
كنتُ أعرفُ إنــِّـي راجعٌ
بإيماني و يقيني و أخطائِي
فأنــَّـنِي لمْ أُرَاهِنْ أبداً
علىَ عودتِي أو بقائِي
[ 2 ]
أنا الشاعرُ و الشيخُ و العاشقُ
الصابرُ علىَ قــَـدَرِ الفِرَاقِ العنيدْ
و أنا القديسُ المشتاقُ لِجَـنــَّـةِ الدنيا
و الأسدُ الشهيدْ
و أنا خازنُ الأشواقُ
أعرفُ جيداً كيفَ أبتدِئُ و كيفَ أُعِيدْ
أعرفُ جيداً رغمَ أوجاعُ المنفىَ
كيفَ أدفنُ النارَ تحتَ الرَمَادِ
أجعلُ الزمانِ يدورُ من جديدْ
و أظلُ أترنــَّـمُ في صلاةِ الحُبِّ أُرَتـِلُ
أُغني رغمَ الجراحِ و أستزيدْ
فمصرُ التي أحببتــُـها رَفــَـضــَـتــْـنِي
مصرُ التي عشقتــُـها قــَـتــَـلــَـتــْـنِي
ظـَمِئـْـتُ غريقٌ في نيلِها شريدْ
أيَا مصرُ
حُبــُّـكِ فطرةٌ في دَمِي
القـُرْبُ نارٌ دَافِئـَـة ٌ
و الهجرُ شـَـتــَـاءٌ قارسٌ و جليدْ
[ 3 ]
عامٌ مضىَ يا فرسي الجميلة ْ
بالإرهابِ و الدَّمِ و الدمارْ
و الوطنُ الحبيبُ ينزفُ صامداً
يسحقُ الخوارجَ برصاصةِ الحبِّ و الأزهارْ
دوماً مَعــْـكِ يا بلادي مناضلٌ
فإنْ جَـنَّ الليلَ لا أنتظرَ النهارْ
رجعتُ إليكمْ يا أصدقائِي
يا أشهىَ من العسلِ
و يا أحلىَ من كلِّ الثمارْ
[ 4 ]
لا أبغي بكِ يا مصرُ بديلاَ
لا أبغي بكِ بلادي بديلاَ
لا أبغي برقــْـصَـكِ الشعبيِّ و شاي الفحمِ بديلاَ
لا أبغي بديلاَ
بــِـفــَــنــَّـكِ الشرقيِّ و المواويلاَ
مصرُ يا مصرُ
يا بلادِ الحبِّ و المقاومة ْ
يا بلدِ الأهرامِ و النِـيـلاَ
مصرُ
يا جنــَّـة َ اللهِ في الأرضِ
يا روحاً في الأعالي مستحيلاَ
تجَـلـَّـىَ اللهُ بالتوراةِ في سيناءِ
كما تجلــَّـىَ ملاكُ الربُّ للعذراءِ
بكلِّ الحبِّ يا مصرَ
نــُـرَتــِّلُ القرآنَ إنجيلاَ
مصرُ عبقرية ُ الزمانِ و المكانْ
ليس لقهرَكِ أدْنــْـىَ سبيلاَ
يا حفيدةَ نوحَ النبيَّ
و ابنة َ اسماعيلَ و عشقَ الخليلاَ
عيناكِ نجماً علىَ قِنديلاَ
تظلُ أبيـَّـة ُ رغمَ الجراحِ
تــُـرْدِي العدُوَ قتيلاً قتيلاَ
و تظلُ مصرُ علىَ ما بها
شعباً جميلاً قوياً جليلاَ
مصرُ يا تاريخاً من النضالِ
صبراً مازالَ الطريقُ طويلاَ
القاهرة \ أكتوبر \ ليلة الأحد 13 \ 10 \ 2019 م
الساعة 3 ليلاً \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \

 
Top