عبد الجبّار الفيّاض
بغداد
لا أبكيكِ
لا أُواسيكِ
إنّما أحسدُك . . .
لأنّني قبل هذا لم أكنْ أعلمُ
أنّكِ هكذا
عزيزةٌ في قلبِ أُمِّ موسى . . .
غاليةٌ في عيونِ أيوب . . .
شامخةٌ شموخَ باسقاتِ التّمر . . .
. . . . .
مَنْ انتِ؟
ويركعُ الدهرُ في محرابِها ضارعاً
لعلّها تسمعُهُ حرفَ قصيد . . .
لأجلِ عينيْكِ دمٌ
تسترخصُهُ الأوردة ؟
هفتْ إليكِ
بعشقِ كلِّ العصور
من قفا نبكِ إلى ترنيمةِ صادحٍ بأُمِّ بساتينِها قلوب . . .
أرواحٌ
تتدلّى على صدركِ أساورَ من خُلدٍ
يطوفُ بها وِلدانٌ
يحملونَ أطرافَ ثوبِكِ في عُرسٍ بغداديَّ
لم ترَهُ من قبلُ عينُ شمس . . .
ليكونَ صباحُكِ أبهى
وليلُكِ كحلاً في عيونِ مهواتٍ بين الرّصافةِ والجسر . . .
هذه شهرزاد
تأتيكِ باللّيلةِ الثّانيةِ بعدَ الألف . . .
بعرشٍ مُطرّزٍ بكائناتِ نُصبِ الحريّة
حاكتْها أصابعُ تشرينَ بهتافاتِ حناجرِ النّقاء . . .
. . . . .
أيّها العالمُ الأصمّ
هل لكَ أنْ تسمعَ سيمفونيّةَ البقاء على أوتارِ قيثارةٍ من سومر ؟
يُذبحُ لحنُها بشفارٍ منقوعةٍ بزعافِ سمّ
لكنّهُ على شفاهِ الموتِ يعود !
. . . . .
أخوةَ البئر . . .
بغدادُ
تجمعُ الخرَسَ
الصّممَ
التأتأة
شهودَ عدولٍ ليومٍ
ينطقُ فيهِ صخرُ ثمود . . .
لا غرابةَ
فتلكَ قبلةٌ
تلعقُ دمَها كلَّ يوم
تمدُّ يدَها إلى قبورِ أمسِ تلتمسُ لجرحٍ بعضَ رماد . . .
اذهبوا
فابنةُ النّهرينِ غداً
يحملُ يوسفُها قلباً
لا تنبجسُ منهُ قطرةُ ماء !!
. . . . .
عبد الجبّار الفيّاض
أكتوبر 2019