حب الوطن(النزعة الوطنية ) ......
وأثره في الصورة الشعرية عند الشاعرة السورية أنجيلا عبده
قراءة ادبية في ديوانها( مشاعر مسربة )
(4)
فتقول في قصيدتها العذبة " تدلل يا وطن " التي رامها فيها تباريح الطفولة ومغانيها الجميلة...جعلتها من خلال التشخيص البلاغي ارجوحة متينة الحبال لا تنقطع ممتدة في شرايين الذاكرة تبقى متدفقة بالفرح العامر بالحب والحنين لمدارج الطفولة:
تدلل في خاطري وافرح
ستبقى ارجوحتك منتتصبة
بين أضلاع الصدر والروح
وحبالها صالحة طول العمر
تدلل يا وطن وتأرجح
فجدران الحب
من صرخاتك تهتز...نعم
لكنها لا تصدع
فهي تثير مخيلتها باستعارة تشخيصية _ بالرغم مما أصابها من لسعات الهم والحزن _ ترى الوطن عابقا بالأمل معلقا بحبال الحب تمتد من حنايا الصدر تتأرجح على سلالم الذاكرة واصلة الحاضر بالماضي حتى يخيل إلينا أن الوطن عاد إنسانا عاشقا شخصت منه ملامح العاشق النفسية و الجسدية الذي يضج قلبه بالفرح وهي صورة مكملة لمواجع الشوق والحنين المؤثرة في نفس المتلقي...فاتت الشاعرة بفعل الأمر(تدلل) على وزن(تفعلل)الذي يدل على المعاودة وتكرار التأثر بالدلال...وكررته أكثر من مرة..والتدلل فعل ملازم لحالة النشوة والفرح التي كانت بالأمس ولا تزال حاضرة في النفوس الصادقة..كما يسهم في التعبير عن الحالات الشعورية المفرطة بالكبرياء التي تملكت الشاعرة ممسكة بحبال الذاكرة...ثم أتت بالفعل الأمر "تأرجح " كردة فعل عن زمن حاضر في مواجهة ما جرى وما يجري الآن تعبيرا عن حالة شعورية في النفس ألا وهي الغبطة غبطة الأفعال المدرجة في صلب النص الشعري.. فدبت الحركة والحياة وشاع الفرح والسرور في النفوس بحساسية رهيبة جميلة تشبه تماما حساسية الأطفال ينشدون فرحهم وهم يتارجحون ممسكون بالحبال ثقة وغبطة ...!
وبقاء ارجوحة الوطن منتصبة ليس معنى مقصودا بذاته وإنما هو معنى يعبر عن شهوة الحياة وحركتها الماثلة بين البصر والسمع يحركها فرح خفي بين الأضلاع.
ومن أجل بقاء صورة هذا الأمل المعلق على جدران الوطن تعرض الشاعرة كل إحساس يناقضه للبيع في مزادها الشعري العلني..فهي لا تريد أن يضيع عزفها للأمل في دياجير الغربة والبين عن أرض الوطن ...وتبقى شفتا الوطن( وهما رمز للعطاء والحنان ) هما أجدر آلة لعزف سيمفونية الوجود الخالد التي تطرب لسماع لحن الصدى الصادر عن ارتشاف كأس الحب بطعمه الذي ينسي مرارة الوجع واحساسها الوطني العميق المتضافر مع كلماتها في استعارات وكنايات دالة على الثقافة الذوقية والأخلاقية الراقية تسجل في قصيدتها( إحساس للبيع ) كلمات تعبر المخيلة والوجدان وتستقر في العاطفة والعقل...فتقول:
من يشتري احساسي
ابيعه بلا مقابل أو ثمن
أبدله بآخر لا يتأثر ولا يتاوه
كلما سمع أنين الفجر
وهو ينحت طريقا في الصخر
من يشتري احساسي وهو يودع
كمنجة في حقيبة السفر
ويطبع القبلة الأخيرة
على شفتي الوطن.
إحساس يرقى إلى مصاف المقدس بمقابل إحساس يشهق الأنين و يدمي العيون ويخدش السمع وينشر الحيرة في كل خارطة الأحاسيس وللخروج من هذا المأزق يتوجب على المرء فتح ثقب في جدار الزمن وشق طريق وسط الجبال الشاهقة العسراء..!
ولذا تعرض الشاعرة احساسها بالأسى للبيع وما الكمنجة في حقيبة السفر إلا كناية عن الرفض والاباء عبرت من خلال هذه الصورة الفنية المستحدثة في القصيدة الحرة عن تجليات الذات الحضارية في معركة الوجود..فهي تستحضر للوطن النبض الإنساني متلمسة الصورة البيانية لا الحسية تستدعي من خلالها صراعها مع البقاء من خلال عرض احساسها للبيع مخافة على رونق الجمال المشع بالكبرياء والفخر بوطنها.
فهي تختزل رؤية العين المجردة في صورة حسية كلية ضاعت اجزائها بين الأحاسيس كلها فلم تقدم حاسة على أخرى سوى الإحساس بالحب جردته في مشهد نفسي عندما خصت الشفتين رمزي الجمال والحب في رؤية بلاغية تستعير لها القبل ولاء وحنينا لوطنها وهي ترتجي وصاله واحتضانه لها.
إن الشاعرة تراود صورها البلاغية عن نفسها كي تداعب احاسيسها الجميلة وتستثير رؤية المتلقي و سمعه للالتفات إلى وطنه الذي لا يستحق هذا الظلم التاريخي الذي حاقه به قوى غاشمة غريبة فهذا الوطن الذي اثخنته الويلات وتبعات الحرب قادر على الوقوف مرة أخرى وقادر فجره على عزف لحن المحبة والسلام..الذي لا يضاهى بثمن.
واختصار لا تكلفا أقول:
إن الشاعرة أنجيلا عبده عبر سياقها الشعري في حب الوطن (سورية ) قدمت لنا مفخرة شعرية عبر منحوتات كلماتها تراءت من خلالها براعم الصدق بمشاعر وطنية تفيض عزة و إباء وجلت ببيانها المشبع عاطفة قومية برمزية واضحة للسمع والبصر وللعقل الناهض يستشف الحقيقة وسط واقع عصيب اختلط فيه الحابل بالنابل اومأت إليه في قصائدها منها ما أتينا عليها ومنها لم نذكرها أو نطوف في شعابها كقصائد( يحن القلب.. أنا والليل...و غيرها )رسمت من خلالها أفكارا ومواقفا تعكس لأول مرة في مراقي الشعر...ذلك الصراع الناشب بين عيني الشاعرة وقلبها ولسانها وسمعها في حب الوطن بحماس عاطفي مشخصة حالتها المتعبة الأليمة وهي تدافع عنه بروحها ولسانها وقد أصابته البلواء من كل جانب مسبغة السمات الإنسانية الراقية على كل شيء يربطها به بدءا من مغاني الطفولة حتى شد حقيبة السفر رحيلا قسريا عنه وهي تضب فيها حمولات مواجعها وألمها مصورة هذه المشاهد كلها بعدسة بيانها وبلاغتها بأسلوب لا يحتمل الكذب مطلقا.
إنها شاعرة عاشت لوطنها ولو كانت خارجه تعيش....ولكن ما يزال وطنها مشرأبا في خلدها..يصهل في قلبها ترجمتها بدلالات شعورية يفسرها المتلقي بصور ملتقطة بالذهن قبل العين.
وفي الخلاصة...ارتقت الشاعرة إلى مصاف الإبداع الأمين على فكره الإنساني وعلى عشقه لوطنه بعدما القته فنون الحرب و اباطيل المجرمين...مهما كانوا ...بعيدا عن وطنه وكأنها تقول في ديوانها مشاعر مسربة في مراقي نزعتها الوطنية:
بحب الوطن يحيا الإنسان
وماذا بعد ....قتل الخراصون...الذين هم في غمرة ساهون...؟ ساهون عن عشق الوطن و بهائه.
وفي الختام..أصبح ديوان( مشاعر مسربة ) أشبه بشعبة من شعب نظرية المثل الافلاطونية...أو فرعا من نظرية المعرفة الأرسطية معللا لما يجري على أرض الوطن مثلتها الشاعرة باسلوبها المشخص خلف الصورة والبيان في ذهن المتلقي بأسلوب العصف الذهني تارة وبأسلوب العطف خلفا تارة أخرى.
ولكن يبقى هناك ما يذكر على صعيد الدراسة النقدية الموضوعية...أملا في تجاوزها عبر المراقي الشعرية الأتية يشع بها بيان الشاعرة الأنيقة...وهي؛
1_ ضيق مساحة الصورة الشعرية أتعب المتلقي عن تلقي إشارة المعنى الرمزي المجرد عبر السمع والبصر
2_ الاعتماد على اللغة السهلة الواضحة أغرق المتلقي في شعاب الفكر وهو يبحث عن الأفكار والمعاني المجردة وفي حيرة من أمره أي اتجاه يتجه في بوصلة خياله التي لم يحكمها انجذاب مغناطيس الحقيقة المشخصة بلاغيا و شعرا
3_ الانتقال من الحالة الشعورية النفسية التنفيسية إلى الحالة المعرفية الرومانطيقية بين الحب والعقل والاحساس والشعور دفع بالشاعرة إلى الايجاز بالمعنى والصورة مما جعل من المتلقي يستجيب متأثرا بشعوره قبل عقله وخياله فيغيب عن ذهنه الفكر الخلاق وإعادة التشكيل...ولا يفتؤ لهذا إلا من أوتي ثقافة ناضجة في فن التراسل الشعري...فنلاحظ أن بعض القصائد موجهة إلى النخبة المثقفة العليا التي يعلو فهمها عن الذائقة الشعرية لدىالعامة .
ومع هذا وذاك...مشاعر مسربة يبقى سفرا خالدا من الشعر الخالد الإنساني في عشق الوطن و وصف مواجعه وانينه التي أحكمت في صنعها وتصديرها قوى الهيمنة الاستعمارية في ظروف مستحدثة اختلط فيها الحابل بالنابل أظلمت في جنباته الحياة من كافة اتجاهاتها وسقطت قيمتها الإنسانية في قعر سحيق من الويل والثبور..فلم يعد فيها وجه الحق والحقيقة يساوي وجه رغيف خبز يملكه فقير.
وختام الروح أن ترى النوح.
عبدالرزاق كيلو
وأثره في الصورة الشعرية عند الشاعرة السورية أنجيلا عبده
قراءة ادبية في ديوانها( مشاعر مسربة )
(4)
فتقول في قصيدتها العذبة " تدلل يا وطن " التي رامها فيها تباريح الطفولة ومغانيها الجميلة...جعلتها من خلال التشخيص البلاغي ارجوحة متينة الحبال لا تنقطع ممتدة في شرايين الذاكرة تبقى متدفقة بالفرح العامر بالحب والحنين لمدارج الطفولة:
تدلل في خاطري وافرح
ستبقى ارجوحتك منتتصبة
بين أضلاع الصدر والروح
وحبالها صالحة طول العمر
تدلل يا وطن وتأرجح
فجدران الحب
من صرخاتك تهتز...نعم
لكنها لا تصدع
فهي تثير مخيلتها باستعارة تشخيصية _ بالرغم مما أصابها من لسعات الهم والحزن _ ترى الوطن عابقا بالأمل معلقا بحبال الحب تمتد من حنايا الصدر تتأرجح على سلالم الذاكرة واصلة الحاضر بالماضي حتى يخيل إلينا أن الوطن عاد إنسانا عاشقا شخصت منه ملامح العاشق النفسية و الجسدية الذي يضج قلبه بالفرح وهي صورة مكملة لمواجع الشوق والحنين المؤثرة في نفس المتلقي...فاتت الشاعرة بفعل الأمر(تدلل) على وزن(تفعلل)الذي يدل على المعاودة وتكرار التأثر بالدلال...وكررته أكثر من مرة..والتدلل فعل ملازم لحالة النشوة والفرح التي كانت بالأمس ولا تزال حاضرة في النفوس الصادقة..كما يسهم في التعبير عن الحالات الشعورية المفرطة بالكبرياء التي تملكت الشاعرة ممسكة بحبال الذاكرة...ثم أتت بالفعل الأمر "تأرجح " كردة فعل عن زمن حاضر في مواجهة ما جرى وما يجري الآن تعبيرا عن حالة شعورية في النفس ألا وهي الغبطة غبطة الأفعال المدرجة في صلب النص الشعري.. فدبت الحركة والحياة وشاع الفرح والسرور في النفوس بحساسية رهيبة جميلة تشبه تماما حساسية الأطفال ينشدون فرحهم وهم يتارجحون ممسكون بالحبال ثقة وغبطة ...!
وبقاء ارجوحة الوطن منتصبة ليس معنى مقصودا بذاته وإنما هو معنى يعبر عن شهوة الحياة وحركتها الماثلة بين البصر والسمع يحركها فرح خفي بين الأضلاع.
ومن أجل بقاء صورة هذا الأمل المعلق على جدران الوطن تعرض الشاعرة كل إحساس يناقضه للبيع في مزادها الشعري العلني..فهي لا تريد أن يضيع عزفها للأمل في دياجير الغربة والبين عن أرض الوطن ...وتبقى شفتا الوطن( وهما رمز للعطاء والحنان ) هما أجدر آلة لعزف سيمفونية الوجود الخالد التي تطرب لسماع لحن الصدى الصادر عن ارتشاف كأس الحب بطعمه الذي ينسي مرارة الوجع واحساسها الوطني العميق المتضافر مع كلماتها في استعارات وكنايات دالة على الثقافة الذوقية والأخلاقية الراقية تسجل في قصيدتها( إحساس للبيع ) كلمات تعبر المخيلة والوجدان وتستقر في العاطفة والعقل...فتقول:
من يشتري احساسي
ابيعه بلا مقابل أو ثمن
أبدله بآخر لا يتأثر ولا يتاوه
كلما سمع أنين الفجر
وهو ينحت طريقا في الصخر
من يشتري احساسي وهو يودع
كمنجة في حقيبة السفر
ويطبع القبلة الأخيرة
على شفتي الوطن.
إحساس يرقى إلى مصاف المقدس بمقابل إحساس يشهق الأنين و يدمي العيون ويخدش السمع وينشر الحيرة في كل خارطة الأحاسيس وللخروج من هذا المأزق يتوجب على المرء فتح ثقب في جدار الزمن وشق طريق وسط الجبال الشاهقة العسراء..!
ولذا تعرض الشاعرة احساسها بالأسى للبيع وما الكمنجة في حقيبة السفر إلا كناية عن الرفض والاباء عبرت من خلال هذه الصورة الفنية المستحدثة في القصيدة الحرة عن تجليات الذات الحضارية في معركة الوجود..فهي تستحضر للوطن النبض الإنساني متلمسة الصورة البيانية لا الحسية تستدعي من خلالها صراعها مع البقاء من خلال عرض احساسها للبيع مخافة على رونق الجمال المشع بالكبرياء والفخر بوطنها.
فهي تختزل رؤية العين المجردة في صورة حسية كلية ضاعت اجزائها بين الأحاسيس كلها فلم تقدم حاسة على أخرى سوى الإحساس بالحب جردته في مشهد نفسي عندما خصت الشفتين رمزي الجمال والحب في رؤية بلاغية تستعير لها القبل ولاء وحنينا لوطنها وهي ترتجي وصاله واحتضانه لها.
إن الشاعرة تراود صورها البلاغية عن نفسها كي تداعب احاسيسها الجميلة وتستثير رؤية المتلقي و سمعه للالتفات إلى وطنه الذي لا يستحق هذا الظلم التاريخي الذي حاقه به قوى غاشمة غريبة فهذا الوطن الذي اثخنته الويلات وتبعات الحرب قادر على الوقوف مرة أخرى وقادر فجره على عزف لحن المحبة والسلام..الذي لا يضاهى بثمن.
واختصار لا تكلفا أقول:
إن الشاعرة أنجيلا عبده عبر سياقها الشعري في حب الوطن (سورية ) قدمت لنا مفخرة شعرية عبر منحوتات كلماتها تراءت من خلالها براعم الصدق بمشاعر وطنية تفيض عزة و إباء وجلت ببيانها المشبع عاطفة قومية برمزية واضحة للسمع والبصر وللعقل الناهض يستشف الحقيقة وسط واقع عصيب اختلط فيه الحابل بالنابل اومأت إليه في قصائدها منها ما أتينا عليها ومنها لم نذكرها أو نطوف في شعابها كقصائد( يحن القلب.. أنا والليل...و غيرها )رسمت من خلالها أفكارا ومواقفا تعكس لأول مرة في مراقي الشعر...ذلك الصراع الناشب بين عيني الشاعرة وقلبها ولسانها وسمعها في حب الوطن بحماس عاطفي مشخصة حالتها المتعبة الأليمة وهي تدافع عنه بروحها ولسانها وقد أصابته البلواء من كل جانب مسبغة السمات الإنسانية الراقية على كل شيء يربطها به بدءا من مغاني الطفولة حتى شد حقيبة السفر رحيلا قسريا عنه وهي تضب فيها حمولات مواجعها وألمها مصورة هذه المشاهد كلها بعدسة بيانها وبلاغتها بأسلوب لا يحتمل الكذب مطلقا.
إنها شاعرة عاشت لوطنها ولو كانت خارجه تعيش....ولكن ما يزال وطنها مشرأبا في خلدها..يصهل في قلبها ترجمتها بدلالات شعورية يفسرها المتلقي بصور ملتقطة بالذهن قبل العين.
وفي الخلاصة...ارتقت الشاعرة إلى مصاف الإبداع الأمين على فكره الإنساني وعلى عشقه لوطنه بعدما القته فنون الحرب و اباطيل المجرمين...مهما كانوا ...بعيدا عن وطنه وكأنها تقول في ديوانها مشاعر مسربة في مراقي نزعتها الوطنية:
بحب الوطن يحيا الإنسان
وماذا بعد ....قتل الخراصون...الذين هم في غمرة ساهون...؟ ساهون عن عشق الوطن و بهائه.
وفي الختام..أصبح ديوان( مشاعر مسربة ) أشبه بشعبة من شعب نظرية المثل الافلاطونية...أو فرعا من نظرية المعرفة الأرسطية معللا لما يجري على أرض الوطن مثلتها الشاعرة باسلوبها المشخص خلف الصورة والبيان في ذهن المتلقي بأسلوب العصف الذهني تارة وبأسلوب العطف خلفا تارة أخرى.
ولكن يبقى هناك ما يذكر على صعيد الدراسة النقدية الموضوعية...أملا في تجاوزها عبر المراقي الشعرية الأتية يشع بها بيان الشاعرة الأنيقة...وهي؛
1_ ضيق مساحة الصورة الشعرية أتعب المتلقي عن تلقي إشارة المعنى الرمزي المجرد عبر السمع والبصر
2_ الاعتماد على اللغة السهلة الواضحة أغرق المتلقي في شعاب الفكر وهو يبحث عن الأفكار والمعاني المجردة وفي حيرة من أمره أي اتجاه يتجه في بوصلة خياله التي لم يحكمها انجذاب مغناطيس الحقيقة المشخصة بلاغيا و شعرا
3_ الانتقال من الحالة الشعورية النفسية التنفيسية إلى الحالة المعرفية الرومانطيقية بين الحب والعقل والاحساس والشعور دفع بالشاعرة إلى الايجاز بالمعنى والصورة مما جعل من المتلقي يستجيب متأثرا بشعوره قبل عقله وخياله فيغيب عن ذهنه الفكر الخلاق وإعادة التشكيل...ولا يفتؤ لهذا إلا من أوتي ثقافة ناضجة في فن التراسل الشعري...فنلاحظ أن بعض القصائد موجهة إلى النخبة المثقفة العليا التي يعلو فهمها عن الذائقة الشعرية لدىالعامة .
ومع هذا وذاك...مشاعر مسربة يبقى سفرا خالدا من الشعر الخالد الإنساني في عشق الوطن و وصف مواجعه وانينه التي أحكمت في صنعها وتصديرها قوى الهيمنة الاستعمارية في ظروف مستحدثة اختلط فيها الحابل بالنابل أظلمت في جنباته الحياة من كافة اتجاهاتها وسقطت قيمتها الإنسانية في قعر سحيق من الويل والثبور..فلم يعد فيها وجه الحق والحقيقة يساوي وجه رغيف خبز يملكه فقير.
وختام الروح أن ترى النوح.
عبدالرزاق كيلو