لأي أب هذا اليوم ؟
بقلم :- عبدالزهرة خالد
———————
كنت أعتقد أنها مزحة أو نكتة اليوم عندما ينشر بعضهم عن يوم الأب رغم أنّ الناشرين من الكبار تجاوزت أعمارهم سن الشباب ، وكنت أعتقد يوم الأب غير الأب أو عيد الأب غير العيد ياترى هل المقصود الأب الثالث أم الثاني أم الأول .
هل الأب الذي يتناول الفطور صحبة فيروز والأم والأولاد قبل ذهابه إلى العمل يتدافع مع أصحابه عند أبواب الحافلات لتنقله إلى المنطقة القريبة من عمله ثم يكمل المشوار على قدميه .
هل الأب عندما يصحو مع غبش الندى ليدفع عربته يحمل بضائع التجار إلى مقرات الغنى ويعود بدراهم معدودة يجد أطفاله نائمين يسأل زوجته ذات ليلة عن ولده البكر بأي صف وعن ابنته هل نجحت من صفها ، تعجب أنهما نجحا في الامتحانات ولا يعرف اسم المدرسة .
ما أعرف أن هناك أنواع من الأباء يفوح عطرهم ومذ الطفولة كنت أميزهم
من أسماء العطور ، بعطر ( ريفدور ) يغطي أجساد العسكر و( الأستي ) لأجساد الموظفين ، حتى الملبس كان ينسق بين ربطة عنقه من القميص ويصبغ حذاءه مساءً ، يعرف زقاق الأسواق ويتأبط ( الشمتة ) المطرزة من زوجته ليحشوها بما هو موجود في السوق .
لا يعرف السهر ، سهرته الأخيرة نشرة الأخبار الساعة التاسعة من BBC بالعربية من المذياع الذي يمسحه بين ساعة وساعة .أما ليلة الخميس لها طعم خاص نصفها مع أصحابه والنصف الآخر من الليل كلّها لمنْ نسوه بهذا اليوم .. في ليالي القيظ يمدد ظهره على سريره الحديدي يقص خيالات في حكايات النجوم التي ما نجح بعدّها أحد لغاية اليوم هكذا تكون السهرة يفرح بها أطفاله لأنهم لم يعرفوا عن قناة سبيستون الفضائية شيئاً ، ويكرر حكاية ( السعلوة ) و ( أم عامر ) هذه المرة بطراز آخر قد يناسب العصر .
أعتقد ، وظنّي قد لا يخيب ، هم يقصدون الأب الذي يرتدي درع الشجاعة عند بوابة دائرة التجنيد ولا ينسى قبلةَ الغافين في مهدهم ساعة الالتحاق إلى الساتر بواسطة عجلة ( الإيفا ) ، أو ربما الذي مازال ينتظر راتبه الشهري بشغف ليسدد ديون ثمن الملابس والقرطاسية ترتبت عليه من أيلول الأسود الذي يمرّ عليه مرةً في كلّ سنة .
هذا الأب يعلم أنهم نسوا أباه في ليلة ظلماء وضاع في أزقة النسيان حينما اعتلتها غبرة الحوادث . تذكر الأب جلياً ماذا عن الأجداد سأل جاره هذه اللحظة سيدي هل للجد عيد ؟ لكنه أصم لا يسمع السؤال فكرره هل للجد يوم ؟ فأجابه اليوم سبت على ما أظن ، أختلطت عليهم نهارات الأسبوع .
من يحيي له قوته في قاعة الأحتفال التي شغل مقاعدها شباب يرتدون ( البرمودا ) وسيقانهم بيض تتلألأ بين الفراغات ، لا يسمع تصفيقهم لعريف الحفل الذي قال الكثير بمناسبة عيد ميلاد حزبهم ولرئيسهم الجديد .
بقلم :- عبدالزهرة خالد
———————
كنت أعتقد أنها مزحة أو نكتة اليوم عندما ينشر بعضهم عن يوم الأب رغم أنّ الناشرين من الكبار تجاوزت أعمارهم سن الشباب ، وكنت أعتقد يوم الأب غير الأب أو عيد الأب غير العيد ياترى هل المقصود الأب الثالث أم الثاني أم الأول .
هل الأب الذي يتناول الفطور صحبة فيروز والأم والأولاد قبل ذهابه إلى العمل يتدافع مع أصحابه عند أبواب الحافلات لتنقله إلى المنطقة القريبة من عمله ثم يكمل المشوار على قدميه .
هل الأب عندما يصحو مع غبش الندى ليدفع عربته يحمل بضائع التجار إلى مقرات الغنى ويعود بدراهم معدودة يجد أطفاله نائمين يسأل زوجته ذات ليلة عن ولده البكر بأي صف وعن ابنته هل نجحت من صفها ، تعجب أنهما نجحا في الامتحانات ولا يعرف اسم المدرسة .
ما أعرف أن هناك أنواع من الأباء يفوح عطرهم ومذ الطفولة كنت أميزهم
من أسماء العطور ، بعطر ( ريفدور ) يغطي أجساد العسكر و( الأستي ) لأجساد الموظفين ، حتى الملبس كان ينسق بين ربطة عنقه من القميص ويصبغ حذاءه مساءً ، يعرف زقاق الأسواق ويتأبط ( الشمتة ) المطرزة من زوجته ليحشوها بما هو موجود في السوق .
لا يعرف السهر ، سهرته الأخيرة نشرة الأخبار الساعة التاسعة من BBC بالعربية من المذياع الذي يمسحه بين ساعة وساعة .أما ليلة الخميس لها طعم خاص نصفها مع أصحابه والنصف الآخر من الليل كلّها لمنْ نسوه بهذا اليوم .. في ليالي القيظ يمدد ظهره على سريره الحديدي يقص خيالات في حكايات النجوم التي ما نجح بعدّها أحد لغاية اليوم هكذا تكون السهرة يفرح بها أطفاله لأنهم لم يعرفوا عن قناة سبيستون الفضائية شيئاً ، ويكرر حكاية ( السعلوة ) و ( أم عامر ) هذه المرة بطراز آخر قد يناسب العصر .
أعتقد ، وظنّي قد لا يخيب ، هم يقصدون الأب الذي يرتدي درع الشجاعة عند بوابة دائرة التجنيد ولا ينسى قبلةَ الغافين في مهدهم ساعة الالتحاق إلى الساتر بواسطة عجلة ( الإيفا ) ، أو ربما الذي مازال ينتظر راتبه الشهري بشغف ليسدد ديون ثمن الملابس والقرطاسية ترتبت عليه من أيلول الأسود الذي يمرّ عليه مرةً في كلّ سنة .
هذا الأب يعلم أنهم نسوا أباه في ليلة ظلماء وضاع في أزقة النسيان حينما اعتلتها غبرة الحوادث . تذكر الأب جلياً ماذا عن الأجداد سأل جاره هذه اللحظة سيدي هل للجد عيد ؟ لكنه أصم لا يسمع السؤال فكرره هل للجد يوم ؟ فأجابه اليوم سبت على ما أظن ، أختلطت عليهم نهارات الأسبوع .
من يحيي له قوته في قاعة الأحتفال التي شغل مقاعدها شباب يرتدون ( البرمودا ) وسيقانهم بيض تتلألأ بين الفراغات ، لا يسمع تصفيقهم لعريف الحفل الذي قال الكثير بمناسبة عيد ميلاد حزبهم ولرئيسهم الجديد .