طارق الصاوى خلف
مبتلى
فوجئ "بهنش" بصبية يسمرون على المصاطب، اوجفوا منه خيفة، تبادلوا معه نظرات التوجس، استدار عائدا لعش امنه، خشى "بهنش" ان اعطاهم ظهره رموا عليه الحجارة، توعدهم بعصا جريد لاتفارقه، استعرض مهارته فى حركات التحطيب، ضحكوا، وضع اصبعه على فمه، حذرهم بنظرة صارمة من التلفظ، لمح تمتمات شفاههم، مال على كومة من تراب، قبض حفنة بكفه، نثرها فوق رأس أحدهم، هرول الولد باكيا، تفرق رفاقه، طاردهم، صاحوا بصوت واحد " بهنش المجنون، ولع الكانون"
ذكروه بحماقته عندما اسرج الكانون فى داره ليشوى بطة حية، قفزت البطة عندما لسعتها النار للحارة.
مط "بهنش" عنقه، شمر عن عضلاته، فتح حنجرته، سب اسلافهم، طار خلفهم، عجز عن الايقاع باحدهم، خبط بعنفوانه باب أشقاهم، اشتكى لصاحبته ابنها، تعالت أن تطيب خاطره بلقمة، تمحو ضيق نفسه، اوجعته بكلماتها، توهج غضبه، أتاه رجلها متنمرا، هم بصك وجهه بالباب، شده "بهنش" من طوق جلبابه، مرغه فى روث البهائم، استغاثت المرأة، لبى ندائها أهل الحارة، تكاثروا علي "بهنش"، حلت به قوة عشرة رجال، فرد ذراعيه، لف بجسده دورة كاملة، أصاب كل من حاول كبحه، فشلوا فى السيطرة عليه، ازداد سعاره مع ألمه من ضربات أهل الحارة ، مزقوا ملابسه، خلعها، تفلت من المحاصرين له، وقف - وحيدا- فى مواجهتهم، قذفهم بما طالته يدبه، انتصف الليل، لم ينفض سيركه، زهد فيه الاطفال،ناموا بسلام على ضجبح "بهنش"، أذن الفجر، انبلجت اشعة الشمس، واصل "بنهش" معركته مع الحارة، تدحرح فى سيره حلاق القرية محدودب الظهر يفرك عينيه، دنا بحذر من "بهنش" الذى بدأ شعوره بالتعب والعطش يؤثران بنشاطه، اسقط الحلاق حبة المنوم فى كوب الماء، اختطفها بهنش من كفه، دفعها لحلقه، بكت نسوة شهدن الليلة العصيبة تعاطفا معه، رأين احتقان وجهه، بحة حبست صوته، خدر سرى بجسمه، استسلم "بهنش" لجبروت المنوم، عاين الذين عاركوه ساعات الله ملامح وجهه البرئ، و هو راقد كملاك على مصطبه فى انتظار سيارة تعيده للمصحة .
طارق الصاوى خلف
مبتلى
فوجئ "بهنش" بصبية يسمرون على المصاطب، اوجفوا منه خيفة، تبادلوا معه نظرات التوجس، استدار عائدا لعش امنه، خشى "بهنش" ان اعطاهم ظهره رموا عليه الحجارة، توعدهم بعصا جريد لاتفارقه، استعرض مهارته فى حركات التحطيب، ضحكوا، وضع اصبعه على فمه، حذرهم بنظرة صارمة من التلفظ، لمح تمتمات شفاههم، مال على كومة من تراب، قبض حفنة بكفه، نثرها فوق رأس أحدهم، هرول الولد باكيا، تفرق رفاقه، طاردهم، صاحوا بصوت واحد " بهنش المجنون، ولع الكانون"
ذكروه بحماقته عندما اسرج الكانون فى داره ليشوى بطة حية، قفزت البطة عندما لسعتها النار للحارة.
مط "بهنش" عنقه، شمر عن عضلاته، فتح حنجرته، سب اسلافهم، طار خلفهم، عجز عن الايقاع باحدهم، خبط بعنفوانه باب أشقاهم، اشتكى لصاحبته ابنها، تعالت أن تطيب خاطره بلقمة، تمحو ضيق نفسه، اوجعته بكلماتها، توهج غضبه، أتاه رجلها متنمرا، هم بصك وجهه بالباب، شده "بهنش" من طوق جلبابه، مرغه فى روث البهائم، استغاثت المرأة، لبى ندائها أهل الحارة، تكاثروا علي "بهنش"، حلت به قوة عشرة رجال، فرد ذراعيه، لف بجسده دورة كاملة، أصاب كل من حاول كبحه، فشلوا فى السيطرة عليه، ازداد سعاره مع ألمه من ضربات أهل الحارة ، مزقوا ملابسه، خلعها، تفلت من المحاصرين له، وقف - وحيدا- فى مواجهتهم، قذفهم بما طالته يدبه، انتصف الليل، لم ينفض سيركه، زهد فيه الاطفال،ناموا بسلام على ضجبح "بهنش"، أذن الفجر، انبلجت اشعة الشمس، واصل "بنهش" معركته مع الحارة، تدحرح فى سيره حلاق القرية محدودب الظهر يفرك عينيه، دنا بحذر من "بهنش" الذى بدأ شعوره بالتعب والعطش يؤثران بنشاطه، اسقط الحلاق حبة المنوم فى كوب الماء، اختطفها بهنش من كفه، دفعها لحلقه، بكت نسوة شهدن الليلة العصيبة تعاطفا معه، رأين احتقان وجهه، بحة حبست صوته، خدر سرى بجسمه، استسلم "بهنش" لجبروت المنوم، عاين الذين عاركوه ساعات الله ملامح وجهه البرئ، و هو راقد كملاك على مصطبه فى انتظار سيارة تعيده للمصحة .
طارق الصاوى خلف