( مع الفنانة التشكيلية والنحاتة العراقية المغتربة جانيت المرادي )
= من ذرى جبال عقرة الجميلة إلى أواسط أمريكا =
0 أنوثتها الناضجة ثائرة غير مستقرة لزمن معين –
0 ثائرة بالفكر والجمال يتخيّل إليك أنها ليست كباقي نساء العالم
كتابة الإعلامي رمزي عقراوي ( خاص – مكتب جريدتي الشرق والعراق الإخبارية الدولية )
= قال أرسطو – إن مَن لا يملك حسّاً لا يستطيع أن يعرف شيئاً
الفنانة التشكيلية والنحاتة العراقية المبدعة جانيت جرجيس المرادي تروي لنا سيرة حياتها بإختصار من ربى وبساتين وشلالات مدينة عقرة الساحرة مرورا بمدينة دهوك الجميلة ومدينة النارالأزلية كركوك التآخي الى بغداد العلم والحضارة والى اجمل المناطق في الأردن الشقيق تلال العلي وأخيرا الى أمريكاالحرية والفن والثقافة
حيث تقول = عشتُ معظم حياتي في بيت جدّي الذي تعود أصوله إلى الأرمن من منطقة يريفان التابعة لمحافظة وان التركية خلال سنوات الحرب العالمية الأولى والنازحين إلى مدينة دهوك حيث كان جدي من تجار الأقمشة – رغم ولادتي في كركوك كون والدي كان يعمل مهندس كيمياوي في شركة نفط العراق – أما أنا كطفلة فلقد عشتُ مع جدتي وعمتي وعمي الذي كان يعمل كطبيب عسكري في مدينة عقرة حينذاك وقد عشت فيها أجمل أيام عمري وشبابي لانني أكملتُ دراستي الإبتدائية والمتوسطة في هذه المدينة الجبلية الجميلة في بيت ملئ بالحب والحنان والسعادة - ولكن بعد رحيل جدتي كأنّ الشمس غابت عن حياتي حينها كنت في المرحلة الأولى من معهد الفنون الجميلة ببغداد حيث بدأتْ معاناتي المستمرة مع الحياة رغم عطف ورعاية عمتي وعمي المتواصل لي كتعويض عما كانت تقوم به جدتي تجاهي في حياتها من عطاء ولطف – على كل حال أكملتُ دراستي في المعهد المذكور وتعينتُ معلمة حسب مسقط رأسي في الحويجة التابعة لمدينة كركوك ومن ثم ترقّيتُ الى معاونة وبعدها الى مديرة مدرسة وقد تزوجتُ وبعد تسع سنوات توفي زوجي فإضطررتُ الى الإقامة الدائمة في بغداد مع إبني وإبنتي والحمد لله كان موقف عمي مشرفاً معي – وقد أكملت دراساتي العليا في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد وعملتُ كمشرفة تربوية في ديوان وزارة التربية في نفس الوقت – وفي عام 1999 سافرتُ الى الأردن للإقامة والدراسة فيها ورجعتُ أكمِّل دراستي العليا في قسم العلوم الإنسانية - فرع الآثار وبعدها هاجرتُ الى أمريكا وبقيتُ هناك لحد اليوم والحمد لله وهناك أيضا داومتُ في قسم علم الآثار وفي الفرع الثاني من جامعة بويسي من فن السيراميك ولسوف أختص في دراسة تأريخ فنون الفخار لوادي الرافدين كون هذا هوهدفي الأخير في الحياة – وقد أعجبني سؤالك أستاذ رمزي – في أي عمل ترى فنانتنا المبدعة جانيت نفسها ؟ بصراحة رأيتُ نفسي في عمل فني متميز الا وهو عبارة عن تمثال السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد وكان بمثابة مشروع تخرجي وقد وُضِعَ أمام عمادة أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد في وقتها أما الآن فلا أعلم مصيره ! = تأثرتُ بالفنانين المعروفين أمثال خالد الرحال ومحمد غني حكمت وأستاذ النحت ميران السعدي ورحيم الوكيل وصادق الربيع – وفي الأردن كان أساتذتي كل من إبراهيم العبدلي وسعد الطائي ورافع الناصري وحازم الزعبي فلا أنسى فضلهم وتشجيعهم المتواصل لي لنجاحي وإنجاز أعمالي الفنية – وهنا في أمريكا لدي مشغل السيراميك في جامعة بويسي وهو مختص بالدراسات الفنية حيث اشتغل بكامل حريتي في مجالي الفخار والتزجيج كوني طالبة عندهم فالسيراميك والفخار أسهل من النحت بكثير رغم وجودالتشابه بينهما بالاخص من ناحية عمل الجداريات وأنا شخصيا أرتاح الى فن السيراميك وأحبه أكثر من النحت – كما رسمتُ بعض اللوحات التشكيلية من الكرافيك من المدرسة التعبيرية وهي الأقرب لي من الواقعية –
= أعمالي قريبة من النحت الفخاري وعلى شكل جداريات صغيرة ورغم بساطة أعمالي ودقتها وتميزها فنيا إلاّ انها تعكس الإعجاب والإحترام من لدن المتفرجين والمقتنين ولها قيمة مادية جيدة عندما تُعرض للبيع حين عرضها في القاعات الفنية وحينئذ يحس الفنان أن منجزه الفني أصبح له قيمة ومكانة ممتازة ويبعث في نفسه السعادة والرضى ويتشجع نحو الأفضل ويظل مستمراً بعطائه وأبداعه الفني – فالعمل عند الفنان هوكنز لا يُقدّر بثمن لآنه نابع من أعماقه الإنسانية والذاتية –
= وأحب أن أكتب كلمة أخيرة لك يا عزيزي أستاذ رمزي – على الفنان أن يشعر بالحيوية والنشاط والجرأة في التعبير الحر ومن هنا أقول لك أن الفنان لا يُشيخ أبداً لآنه يعيش كل يوم حياة جديدة وبولادة حديثة وعطاء مثمر –
- وأخيراً فأنا لا أعتبرعملي الفني مهنة لي أكسب منه رزقي بل أعتبره هواية وموهبة ربانية اكرمني بها الله لكي أعبِّر من خلالها عن شكري لخالق هذا الكون حينما أرى قدرتي في وصف الطبيعة أوعمل مجسمات وشخوص معبرة عن الحياة = وقد كانت وظيفتي في التدريس هو مصدر رزقي على الأكثر والحمد لله كان لأهلي مورد من الميراث والذي كان الجانب الآخرالذي ساعدني في العيش السعيد ودائماً لا أقطع أملي بالله وشكرا جزيلا –
- كتابة الإعلامي رمزي عقراوي ( خاص )
- ================================