إسماعيل هموني
وإن مسني منك جنوح إلي ؛
فلا أمشي إلا إليك ؛أتداعى على رميم ينام في مهجتينا؛ وفي عينينك طمأنينة أسكن
إليها حين يقاوم صدري غربة الليل .
للحياة حق إضافي في سرير الوقت ؛ وجوهري أوسع من كؤوس العائدين من جرح
الحياة ؛ أفرح كطفل يغضب من لسعة الغياب ؛ ويؤوب سليما من أوصاب العتاب.
وإن مسني منك جنوح إلي ؛
فلا مخمصة تضيق خافق الوجود ؛ ولا حضن يغلق ذراعيه عن بسمة روح
غرستها السماء في أعشاب صدري حتى أراك في حلمي نهرا يستوي عند
حدائق الله.
أنا الطفل الآتي من أعالي الغيث أسقي أحراش العطش بماء الوجدان ؛ وأفتح باب
السر الفريد.
وإن مسني منك جنوح إلي ؛
توغلت عميقا في جماجم اللغة ؛ أنقش على كفيك وحي البلاغة في غيم الشعراء ؛
ولا أعرف أن وجودي لذيذ في بغية التعثر في كنف الهجود ؛ فلا أبرح راحتيك
وإن غمست روحي في حبر السعادة ؛ فقد خاطني المجاز بوريف عطرك .
فاتك ضوء صلاتي يخرم نطف الظلام في دمي ؛ ويمتد قطره إلى سكرات الوقت
كأنه يسدد براءة شهقاتي إلى عرش الماء لتفيض السطوة من ظنوني.
وإن مسني منك جنوح إلي ؛
فارقت حمئي ؛ ودخلت عروش النشيد..
