(( القطرة الأخيرة))
بقلمي: سليمان سليمان
على المحبة تعاهدا
كأس الحياة بدأا يشربان من مائه
الحياة بحلوها ومُرِّها وبمحبة تشاركا وتكاتفا
الدروب الصعبة بأيديهما وبعزيمة صادقة عَبَّدا
ما يوماً عرف اليأس والملل طريقاً إلى قلبيهما.
أبو محمود وأم محمود ما يوماً شعرا بالتعب بل التعب تعب وهما ما يوماً تعبا
من الكأس وباستمرار يرتويا
لكنه الزمن لا يرحم
في التسعينات من العمر ومن المائة اقتربا
جلسا أمام باب الدار وعلى الأرض بظهريهما المنحنيين ورأسيهما من الأرض اقتربا
قال لها بصوته المرتعش والكأس الذي لم يبق إلا قطرة واحدة فيه أمامه وعيونهما إليه ترقُبا :
اشربي القطرة الأخيرة يامن كنت لي الأم والأبا
بل أنت اشربها يا سيدي ويا من كنت لي الليل والنهار والماء والهواء والأب والأم والطبيبا
يا أم محمود سوياً شربنا من هذا الكأس وسننهيه سوياً ونرحل حبيبة وحبيبا
هات يدك يا أم محمود وافعلي ما أقول وما أطلبا
أمسكا الكأس بيديهما وأعادا رأسيهما إلى الخلف وقعر الكأس رفعا وشفاههما منه اقتربتا
قال لها: لنشرب قطرة الحياة المتبقية لنا سوياً ولتكن الشربة الأخيرة من كأس الحياة
لِنُسَمِّي بالله ونستأذن السهل والجبل والوادي والأخ والأخت والابن والبنت والحفيدا.
وقبل أن يلامس الكأس الشفاه المرتجفة وقع الجسدان المنهكان على الأرض بلا حراك ولا تنهيدا
روحيهما حلقتا في سماء الحب وفرشتا أجنحتهما فوق العبيد
الكأس تناثرت أشلاءً وقطرة الحياة ما وقعت بل ارتقت إلى السماء وصارت سحابة للسماء تجوبا
تمطر على قلوب المحبين غيث الحب فتنبت البذور لتعطي شجر الحب ومن ثماره تتغذى القلوب ويكون الجميع سعيدا
هي رحلة الحياة فهنيئاً لمن ترك أثراً للأجيال به تذكره ذكراً حميدا.
بقلمي: سليمان سليمان
بقلمي: سليمان سليمان
على المحبة تعاهدا
كأس الحياة بدأا يشربان من مائه
الحياة بحلوها ومُرِّها وبمحبة تشاركا وتكاتفا
الدروب الصعبة بأيديهما وبعزيمة صادقة عَبَّدا
ما يوماً عرف اليأس والملل طريقاً إلى قلبيهما.
أبو محمود وأم محمود ما يوماً شعرا بالتعب بل التعب تعب وهما ما يوماً تعبا
من الكأس وباستمرار يرتويا
لكنه الزمن لا يرحم
في التسعينات من العمر ومن المائة اقتربا
جلسا أمام باب الدار وعلى الأرض بظهريهما المنحنيين ورأسيهما من الأرض اقتربا
قال لها بصوته المرتعش والكأس الذي لم يبق إلا قطرة واحدة فيه أمامه وعيونهما إليه ترقُبا :
اشربي القطرة الأخيرة يامن كنت لي الأم والأبا
بل أنت اشربها يا سيدي ويا من كنت لي الليل والنهار والماء والهواء والأب والأم والطبيبا
يا أم محمود سوياً شربنا من هذا الكأس وسننهيه سوياً ونرحل حبيبة وحبيبا
هات يدك يا أم محمود وافعلي ما أقول وما أطلبا
أمسكا الكأس بيديهما وأعادا رأسيهما إلى الخلف وقعر الكأس رفعا وشفاههما منه اقتربتا
قال لها: لنشرب قطرة الحياة المتبقية لنا سوياً ولتكن الشربة الأخيرة من كأس الحياة
لِنُسَمِّي بالله ونستأذن السهل والجبل والوادي والأخ والأخت والابن والبنت والحفيدا.
وقبل أن يلامس الكأس الشفاه المرتجفة وقع الجسدان المنهكان على الأرض بلا حراك ولا تنهيدا
روحيهما حلقتا في سماء الحب وفرشتا أجنحتهما فوق العبيد
الكأس تناثرت أشلاءً وقطرة الحياة ما وقعت بل ارتقت إلى السماء وصارت سحابة للسماء تجوبا
تمطر على قلوب المحبين غيث الحب فتنبت البذور لتعطي شجر الحب ومن ثماره تتغذى القلوب ويكون الجميع سعيدا
هي رحلة الحياة فهنيئاً لمن ترك أثراً للأجيال به تذكره ذكراً حميدا.
بقلمي: سليمان سليمان