السعيد أحمد عشي
قمة هرم الثراء
إن كون الثراء يتحقق بالعملات النقدية المعروفة باسم الأموال ، و كون هذه العملات وليدة الذهب الاحتياطي للدول ، يعني أن ثراء أي مواطن أو أي دولة من دول العالم هو وليد الكنوز الذهبية الاحتياطية للدول ، و يعني أن قمة ثراء مواطني أي دولة من دول العالم هو كنزها الذهبي . إن أصحاب العملات النقدية المحلية يستطيعون إغناء مواطنيهم المنتجين و غير المنتجين من خلال كنزهم الذهبي ، و إن أصحاب العملات الصعبة يستطيعون إغناء مواطنيهم و إغناء دول العالم بالعملات التي يستمدونها من كنوزهم الذهبية الاحتياطية . و إن كون الذهب الاحتياطي الأمريكي هو أكبر كنز هو السبب الذي أبقى الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تغني الأفراد و الدول و بالتالي فإن الكنز الذهبي الاحتياطي الأمريكي هو قمة ثراء الأفراد و الدول على مستوى العالم كله .
إن الإنفاق من الكنز نفسه سيؤدي إلى نفاذه مهما كان ضخما و كبيرا أما إنفاق العملات التي تستمدها الدول من الكنز باستمرار سيبقي الكنز دائما على حاله و يجعل الدول و أصحاب كنوز الذهب من اليهود الأمريكيين على الخصوص هم القادرين الوحيدين على رفع الأفراد و الدول إلى قمة هرم الثراء الأمريكي أو إبقاء ثرائهم في مستوى احتياطهم من الذهب الذي تنفق عملته محليا فقط . إن الرئيس الأمريكي نفسه لو يملك ما يساوي جبال أمريكا ذهبا و يملك محيطات من البترول و كل قمح أمريكا سيبقى محتاجا إلى العملة النقدية التي يصدرها أصحاب الكنز و سيبقى ثراؤه مقيدا بقمة هرم الذهب الاحتياطي و لمالكي ذلك الذهب .
إن كون العباد يغتنون في الأصل بما ينتجون يقتضي أن تكون العملة قيمة للكنوز و الأرزاق التي تباع و تشترى و لا يجب أن تكون قيمة للكنوز المجمدة التي لا تنمو و لا تتكاثر و لا تباع و لا تشترى . إن الطبيعة هي التي يجب أن تغني العباد و ليس أصحاب الكنوز . و إن العودة إلى الاغتناء من الطبيعة التي يعتبرها المؤمنون بأنها كنز الله الذي لا ينفد أبدا لا يتحقق إلا بجعل الأموال التجارية كالوسط المتناسب بين المنتجين و المستهلكين . إن في وسع دول العالم كلها توفير ما يكفي من الأموال للتجارة بحيث يتم شراء منتجات المنتجين بواسطتها فتحل تلك الأموال محل المنتجات التي ستباع للمستهلكين بهوامش ربحية للعمال ، و إن في وسع الدول كذلك توفير قيمة بيع تلك المنتجات لتسدد كأجور للموظفين غير المنتجين الذين سيشترون تلك المنتجات على التجار . ، و بهذا النظام يحقق المنتجون الثراء بما ينتجون و يحقق التجار و الصناع بصفتهم تجارا أيضا أرباحهم من الفوائد و يحقق الموظفون غير المنتجين ثراءهم بخدماتهم ويحقق بقية العمال الخواص ثراءهم من عند المنتجين و التجار و الموظفين بينما يحصل الفقراء و المساكين على نصيبهم من أموال الزكاة و الصدقات . إنه بهذا النظام فقط تبقى كنوز الطبيعة التي نعتبرها بكنوز الله هي قمة هرم ثراء جميع سكان العالم و لن تبقى كنوز أصحاب الذهب القليلة هي مصدر ثراء العباد . إن ثراء الدول التي تمثل مجموع المواطنين هو عبارة عن مجموع الأموال التي يحصل عليها مواطنوها المنتجون و الصناع و التجار و الموظفون بمن في ذلك القادة السياسيون و القضاة و الأطباء . إنه بهذا النظام فقط تبقى كنوز الطبيعة التي نعتبرها بكنوز الله هي التي تمثل قمة هرم ثراء الأفراد و الدول ، و إن كون الجميع يغتنون من كنوز الطبيعة الواحدة يقتضي أن يتحقق ثراء الجميع بعملة نقدية واحدة فقط . و إنه بهذا النظام فقط تتخلص الدول و الأفراد من سيطرة أصحاب الكنوز الجامدة على العباد . إنه بهذا النظام فقط يصبح الله هو الذي يغني العباد و ليس أرباب الكنوز الذهبية الذين حلوا محله . إن هذا ما يجب على رجال الدين و الأئمة و القساوسة و الرهبان و البابا شرحه و تفهيم الناس فيه و ليس تكرارهم و اجترارهم لما فهمه و حفظه الناس .
باتنة في 04/02/2019
السعيد أحمد عشي