الادب التركي والتصوف : ( بقلم حسين علي جثير السراي )
الادب التركي في بذرته الاولى يرجع الى اللغة والأدب الفارسي الفردوسي والشاهنامه وسعدي الشيرازي صاحب البستان وكلستان في العصر السلجوقي كانت اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية مما ميز هذا العصر بظهور التصوف الفارسي ونشأ الادب التركي نشأت أدب العشق والتكايا والدراويش في بدايتة نشأة صوفية وقد بذلت الدولة السلجوقية جهدا في توحيد الفرق الصوفية لنشر الاسلام بين الأتراك الرحل عن طريق أدب التكايا والمناجاة والمواليد النبوية لنشر افكارهم وتعاليمهم وقد كثرت في الأناضول الزوايا والتكايا وأخذ الناس يجتمعون حولها ومن ابرز شيوخ المتصوفة ( احمد يسوى) وانتشر شعر مولانا جلال الدين الرومي وحاجي بكتاش ولي واكبر شعراء الادب التركي ( باقي وفضولي ) وعند مجيء الدولة العثمانية سارت على نهج الدولة السلجوقية اتخذت اللغه الفارسية ونشرت الادب الصوفي بين التكايا والنَّاس للترويج لتعاليمها ولكن هذا لايعني ان الادب التركي لا يملك طابع الابداع والجمال والتجديد فقد ساعد الادب الفارسي والعربي على تتطوير الادب التركي في الخيال والفكر ورغم ذلك ظل التصوف طابعه المميز ولحركة الترجمة للأدب الفرنسي والحداثة أدى الى تقيد الادب الصوفي ففي سنة ١٨٥٩ نقل ( شناس) الأديب التركي قصائد ( راسين ، ولافونتين ، ولامارتين ، وفينيلون ) وكان من دعاة تحرير الادب العثماني وتخليصه من المفردات الفارسية والعربية ونشر ( منيف باشا ) مقالات فولتير عن الوطنية والحريّة ويعد( نامق باشا )احد رواد الحركة الادبية الحديثة في القرن التاسع عشر وقد رفض الأشكال الادبية العثمانية الموروثة وكان الوطن والحريّة محور اهتمامه ونشأت مجموعات ( ثورة الفنون ) التي ادعت ان الادب التركي فقد شخصيته الادبية في المدنية الاسلامية ومجموعة حاملي المشاعل السبعة التي تطالب بتاسيس أدب تركي جديد ويبقى للحداثة سهمها في تقيد أدب العشق الصوفي حتى وصل الحال الى نهايته بإبدال
الحروف العربية بحروف لاتينية سنة ١٩٢٨. وبينما تركيا ترتمي بين احضان الرومانسية الفرنسية وقد خلعت ثياب التصوف الذي لازمها دهرا طويلا ظهر العالم والأديب والصحفي بديع الزمان سعيد النورسي ( مواليد ١٨٧٧- ١٩٦٠ م) احد ابرز شخصيات الإصلاح الديني والاجتماعي في عصره اشهر مؤلفاته :( رسائل النور - المثنوي العربي - إشارات الإعجاز في مظان الايجاز - اللمعات - الشعاعات ) ودعا الى التفكر والعمل بالحقائق العلمية والعقل والإيمان ، وبوحدانية الله سبحانه وتعالى والحب ونبذ العنف والكراهية والاحترام المتبادل والأمن والسلام والابتعاد عن الفوضى والغوغائية وعنده التصوف ( فاكهة والحقائق الإيمانية خبز ) عرض النورسي التصوف بثوب جديد دعا فيه الى العمل والعلم وتبنى القيم العلمية في تفسير الحقائق من اجل التصدي للتحول الحاصل في تركيا وقتها ظل الادب التركي بعد النورسي وإصلاحاته يجمع بين التصوف والحداثة في الادب والسياسة والحياة الاجتماعية .
بقلم حسين علي جثير السراي
الادب التركي في بذرته الاولى يرجع الى اللغة والأدب الفارسي الفردوسي والشاهنامه وسعدي الشيرازي صاحب البستان وكلستان في العصر السلجوقي كانت اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية مما ميز هذا العصر بظهور التصوف الفارسي ونشأ الادب التركي نشأت أدب العشق والتكايا والدراويش في بدايتة نشأة صوفية وقد بذلت الدولة السلجوقية جهدا في توحيد الفرق الصوفية لنشر الاسلام بين الأتراك الرحل عن طريق أدب التكايا والمناجاة والمواليد النبوية لنشر افكارهم وتعاليمهم وقد كثرت في الأناضول الزوايا والتكايا وأخذ الناس يجتمعون حولها ومن ابرز شيوخ المتصوفة ( احمد يسوى) وانتشر شعر مولانا جلال الدين الرومي وحاجي بكتاش ولي واكبر شعراء الادب التركي ( باقي وفضولي ) وعند مجيء الدولة العثمانية سارت على نهج الدولة السلجوقية اتخذت اللغه الفارسية ونشرت الادب الصوفي بين التكايا والنَّاس للترويج لتعاليمها ولكن هذا لايعني ان الادب التركي لا يملك طابع الابداع والجمال والتجديد فقد ساعد الادب الفارسي والعربي على تتطوير الادب التركي في الخيال والفكر ورغم ذلك ظل التصوف طابعه المميز ولحركة الترجمة للأدب الفرنسي والحداثة أدى الى تقيد الادب الصوفي ففي سنة ١٨٥٩ نقل ( شناس) الأديب التركي قصائد ( راسين ، ولافونتين ، ولامارتين ، وفينيلون ) وكان من دعاة تحرير الادب العثماني وتخليصه من المفردات الفارسية والعربية ونشر ( منيف باشا ) مقالات فولتير عن الوطنية والحريّة ويعد( نامق باشا )احد رواد الحركة الادبية الحديثة في القرن التاسع عشر وقد رفض الأشكال الادبية العثمانية الموروثة وكان الوطن والحريّة محور اهتمامه ونشأت مجموعات ( ثورة الفنون ) التي ادعت ان الادب التركي فقد شخصيته الادبية في المدنية الاسلامية ومجموعة حاملي المشاعل السبعة التي تطالب بتاسيس أدب تركي جديد ويبقى للحداثة سهمها في تقيد أدب العشق الصوفي حتى وصل الحال الى نهايته بإبدال
الحروف العربية بحروف لاتينية سنة ١٩٢٨. وبينما تركيا ترتمي بين احضان الرومانسية الفرنسية وقد خلعت ثياب التصوف الذي لازمها دهرا طويلا ظهر العالم والأديب والصحفي بديع الزمان سعيد النورسي ( مواليد ١٨٧٧- ١٩٦٠ م) احد ابرز شخصيات الإصلاح الديني والاجتماعي في عصره اشهر مؤلفاته :( رسائل النور - المثنوي العربي - إشارات الإعجاز في مظان الايجاز - اللمعات - الشعاعات ) ودعا الى التفكر والعمل بالحقائق العلمية والعقل والإيمان ، وبوحدانية الله سبحانه وتعالى والحب ونبذ العنف والكراهية والاحترام المتبادل والأمن والسلام والابتعاد عن الفوضى والغوغائية وعنده التصوف ( فاكهة والحقائق الإيمانية خبز ) عرض النورسي التصوف بثوب جديد دعا فيه الى العمل والعلم وتبنى القيم العلمية في تفسير الحقائق من اجل التصدي للتحول الحاصل في تركيا وقتها ظل الادب التركي بعد النورسي وإصلاحاته يجمع بين التصوف والحداثة في الادب والسياسة والحياة الاجتماعية .
بقلم حسين علي جثير السراي