أبداً لا تذم القلم
عبدالزهرة خالد
——————
هذه المرة سألعب لعبة الازدواجية طالما لا أملك التخصص في قلمي وأجعل من موضعي هذا متشعب الزوايا وتختلف فيه أبعاد الأركان وأترك الهوى لقلمي ليرسم ما يحلو له على قبعة الرّيحِ دون اكتراث لحجم المقال وتعدد الكلمات.
بداية ألعب لعبة الاختيار ( حاس باس ) عند إجابة اسئلة صح أم خطأ في امتحانات نصف السنة المشبعة بحبات البرد والمستترة تحت أعتى معطف ، ربما لا ألوم تخطيطي السيء في برنامج العطلة عندما تتعدد الفقرات في أيام محدودة ، أو من سيبقى معي في الساحة وأصحابي يتمتعون بسفرات خارج البلدة مع ذويهم في باصات محملة بأنواع الحقائب حتماً ستكون وجهة السفر إلى بغداد أو أية مدينة غير مدينتي .
في مدينتي تزورها الغيوم ليلاً بهدوءٍ حذر كي لا تفوت النجوم إلى تنانير النسوان ، ولا تمرّ الشهب الساطعة على وجه السلطان ، يبقى المساء على حاله بدون قصة ترويها الجدة أو حكاية ( الطنطل ) يرويها الجد عن سابع جد . بكلّ تأكيد ستوزع نتائج الامتحان بحضور مراقب الصف الذي سجل قبل أسابيع في قصاصة قصيرة أسماء الطلاب المشاكسين ، تهيأت الكفوف للعصا الباردة التي تزور الراحة وتقرأ الطالع قبل فتحها أمام أنظار العرّاف ، تذكرت الأخرس الذي أشار ليّ أنني سأتسلقُ السلم كلّما يتقدم بيْ العمر لذا تسلقت إلى العتبة ما قبل الأخيرة . تعددت المواضيع وتزاحمت العناوين وأنا على يقين سأختار الأسوء لأنني لا أعرف الأذواق ، على كل حال ، في بالي كتابة مقال عن أحاديث الناس الجهرية في الباص أو أحاديث سواق السيارات الخصوصية ، فمشكلتي النسيان ، أحفظ الأحاديث حينما أنزل من الباص أو التاكسي وتذهب الكلمات والعبارت أدراج الرياح ، وأتذكر أحد السواق سألني : عمو زوجتي زعلانة عند أهلها منذ أسابيع والسبب في أمها ما رأيك هل أطلقها ، أجبته في الحال على الطريق السليم . وأحدهم ذكر لي أنه تم طرده من وظيفته بعقد مؤقت لقاء أجر شهري كونه غير منتمي لأحد الأحزاب وأرادوا تثبيت أحدهم حسب قوله الذي سمعت نبرته الحزينة في ذلك .وفي حديث من سائق آخر يبدو على وسامته شيء مصطنع أنه يتمنى عودة حكم صدام سألته عن مواليده أجاب من مواليد عام ٢٠٠٠ ، كانت مداخلتي معه أنه لم يعاصر النظام ثم أن لكل نظام حكم من يناصره ومن يعارضه فمن الطبيعي المنتفع سيمدح ، حتى في وقتنا الحاضر تجد المادح هو من أنتفع بينما المتضرر سيكون له ردة فعل عكس الأول .
وأغلب الأوقات يدور الصمت في أجواء الرحلة ، كل غارق في أفكاره فالسائق في واد وأنا الراكب إلى جنبه في وادٍ آخر. في المرة القادمة سيكون حديثي يختلف بعد شراء جهاز تجسس وتنصت كي يذكرني بالأحاديث لتدوينها .
—————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٧-١
عبدالزهرة خالد
——————
هذه المرة سألعب لعبة الازدواجية طالما لا أملك التخصص في قلمي وأجعل من موضعي هذا متشعب الزوايا وتختلف فيه أبعاد الأركان وأترك الهوى لقلمي ليرسم ما يحلو له على قبعة الرّيحِ دون اكتراث لحجم المقال وتعدد الكلمات.
بداية ألعب لعبة الاختيار ( حاس باس ) عند إجابة اسئلة صح أم خطأ في امتحانات نصف السنة المشبعة بحبات البرد والمستترة تحت أعتى معطف ، ربما لا ألوم تخطيطي السيء في برنامج العطلة عندما تتعدد الفقرات في أيام محدودة ، أو من سيبقى معي في الساحة وأصحابي يتمتعون بسفرات خارج البلدة مع ذويهم في باصات محملة بأنواع الحقائب حتماً ستكون وجهة السفر إلى بغداد أو أية مدينة غير مدينتي .
في مدينتي تزورها الغيوم ليلاً بهدوءٍ حذر كي لا تفوت النجوم إلى تنانير النسوان ، ولا تمرّ الشهب الساطعة على وجه السلطان ، يبقى المساء على حاله بدون قصة ترويها الجدة أو حكاية ( الطنطل ) يرويها الجد عن سابع جد . بكلّ تأكيد ستوزع نتائج الامتحان بحضور مراقب الصف الذي سجل قبل أسابيع في قصاصة قصيرة أسماء الطلاب المشاكسين ، تهيأت الكفوف للعصا الباردة التي تزور الراحة وتقرأ الطالع قبل فتحها أمام أنظار العرّاف ، تذكرت الأخرس الذي أشار ليّ أنني سأتسلقُ السلم كلّما يتقدم بيْ العمر لذا تسلقت إلى العتبة ما قبل الأخيرة . تعددت المواضيع وتزاحمت العناوين وأنا على يقين سأختار الأسوء لأنني لا أعرف الأذواق ، على كل حال ، في بالي كتابة مقال عن أحاديث الناس الجهرية في الباص أو أحاديث سواق السيارات الخصوصية ، فمشكلتي النسيان ، أحفظ الأحاديث حينما أنزل من الباص أو التاكسي وتذهب الكلمات والعبارت أدراج الرياح ، وأتذكر أحد السواق سألني : عمو زوجتي زعلانة عند أهلها منذ أسابيع والسبب في أمها ما رأيك هل أطلقها ، أجبته في الحال على الطريق السليم . وأحدهم ذكر لي أنه تم طرده من وظيفته بعقد مؤقت لقاء أجر شهري كونه غير منتمي لأحد الأحزاب وأرادوا تثبيت أحدهم حسب قوله الذي سمعت نبرته الحزينة في ذلك .وفي حديث من سائق آخر يبدو على وسامته شيء مصطنع أنه يتمنى عودة حكم صدام سألته عن مواليده أجاب من مواليد عام ٢٠٠٠ ، كانت مداخلتي معه أنه لم يعاصر النظام ثم أن لكل نظام حكم من يناصره ومن يعارضه فمن الطبيعي المنتفع سيمدح ، حتى في وقتنا الحاضر تجد المادح هو من أنتفع بينما المتضرر سيكون له ردة فعل عكس الأول .
وأغلب الأوقات يدور الصمت في أجواء الرحلة ، كل غارق في أفكاره فالسائق في واد وأنا الراكب إلى جنبه في وادٍ آخر. في المرة القادمة سيكون حديثي يختلف بعد شراء جهاز تجسس وتنصت كي يذكرني بالأحاديث لتدوينها .
—————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٧-١