ماجدة رجب...تونس
لاشئ يمنعني من المشي لوحدي أتبع خطى الريح وهي تخيط أوجاع الطريق وتمحو آثار ذاكرتي ...
لا شئ يتمدّد في فلوات الرّوح المتعبة سوى صمتي المديد وهو يتربّع منفردا يبحث له عن فتحة يولد منها فجر جديد بعد ليل دامس طويل...
لا شئ يوقفني عن المشي طويلا وأنا أبحث لي عن أجوبة تدلل أسئلتي وتوقفها عن الدهشة حين تقتحم خلوة الحبيب دون استئذان...
لا شئ سوى حكمة يشهدها زمني المحتال حين يخيّرني
بين المحال واللامحال،،بين الحقيقة والخيال...
لا شئ ....
هذه الحدائق الموشّاة بالزعفران قد تستفيق لتذهل المكان الموعود بالغرام ،وهذه السّماء قد تتبرّج بقلائد من نور فتفتح أبراجها للآمال،،
وهذه أنا على سجيّتي أرتّب الكلمات تلو الكلمات على دندنات
نقر أصابع المساء وهو يفتح أبوابه للفرح،، للورد الضمآن فيغتسل من أوجاعه و من غياب النضرة في غياب فرحة ضلت طريقها ليرتوي بالندى بعد طول النداء...
ليس للورد أن يحزن بعد الآن بعد تذوق طعم الماء ولو بعد طول الجفاء،،، ليس له سوى ان يغتسل من اوجاع الماضي ومن الخوف ومن العتاب ليتواعد مع الليل ويرقصان معا تحت سحابات المطر على موسيقا تهدهد الفؤاد العامر حبا
و كبرياء،،،
و ليس للورد أن يتحول إلى سراب ولن يخطئ في اختيار ماء سلسبيل قد تكون أوهمته به الصحراء ليستفيق بعد ععد قحط ،، و سبات دام طويلا ...
لن يضيّع الورد ماكان يخفيه من ترقّب ،،وانتظارات مشفوعة بالوعود وبالحنين ،ولن يخيّب تواعده مع الصمت حتى يولد اليقين من رحمه فلا يستعصى عن البوح بعدها وقت اللزوم ،ولن يختفي الضوء عن السماء طويلا ،،،فقد حان الزمن الموعود للّقاء،،، ليتبدد الغيم ويختفي في سماء بعيدة جدااا....
كل الشواهد ها هنا،،،الماء والريح والسراب والعطش والليل والوجع والضحكات كلها هنا،،، ملجومة بالصمت الطويل وهو يبدد أوجاعه في ثنايا الأمنيات تنتظر الصحو والصراخ...
كلها هنا تختفي وراء أسرار معتّمة بالشك والسؤال المنفتح على السؤال تبحث لها عن أجوبة صريحة،،،
كلها تترنّح سكرى بين البياض والسواد وبين الشحوب والنضرة،،كلها هنا تخفي ضحكات معتّقة بفرح مرتبك و بغموض الأجوبة المعتمة بالخوف
كلها هنا تختفي لتخفي خجلها أمام نداء الورد للسّماء العطشى وقد أعياها تلبد الغيم دون رجاء،،
لا شبيه لي الآن حين أخفي كلّ هذه الأعطاب وراء الأسئلة المتزاحمة بالداخل ،،، وراء ابتسامات مجروحة ،، فأضمدها بملح ماء.. وأخفيها عن أعين النهار..
لا شبيه لي حين أتفكّك من حاضر أرّقه ماضيّ فأُُخرج الضوء السّجين من دواخلي الى ابواب الانعتاق في حدائق النعناع فتعود الفراشات مزهوّة فتنتشر في كل مكان،،،
لاشبيه لي حين اخفي خطواتي في طين المسافات،، فلا يتبعني الضجيج القادم من الزمن البعيد....
و لا شبيه لي حين أسدل الستار على أبواب القلق والخوف لأفتح أشرعتي على أطايب الألوان و على أسئلة تأمل الجواب بأكثر من جواب...
ماجدة رجب...تونس