للشَوقِ مَذاقٌ آخَر ..
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
..........................
الأَيامُ الماطرِةُ شَآبيبُ رحمةٍ ننتظرُ قدومَها لاسيّما في الصباحاتِ النديّةِ بالحُلُمِ والنهاراتِ المُتشحة بذكرِ مَنْ نُحِب فعندَ كُلِّ اشراقةٍ تلملمُ خيوطُ الشمسِ ذبذبات أصواتِ الأَسى وأَنْفاسَ الحنينِ وخَلَجات الأَنينِ المتصاعدة بشَهَقاتِ الإلتياعِ ، تتقافزُ الأرواحُ شوقاً للقاء لتختبِئَ بأَحضانِ النجوى ومُتَشابكِ الأَيدي حُبّاً وحناناً فتَطبعُ على القلوبِ بَصمةَ حُبورٍ تصيرُ فيها الأصواتُ المالحةُ عذبةً والأَصابعُ الباردةُ نجوماً دافئةً تتسعُ لكُلِّ الطُرُقاتِ المُضَمّخةِ بهواجسِ السوآلِ والأُمنيات المُغتالة الأَمَلِ ، فقدْ هَفَا قلبي لذلكَ الرحيق فتتبعتُ مسيرَ الخُطى وعندَ أسفل الجُرفِ اقتفيتُ آثارَ أقدامكِ المُبللةِ بندى الإشتياقِ على رمالِ التوقّعِ والشوقِ وها أَنَذا أجلسُ القُرفصاء فى انتظارِ الآتي كأَنّكِ لمْ تبارحي قط ملءَ السمعِ وملءَ البَصَرِ وأَتساءَلُ بصمتٍ أَلا زلتِ تزاورينَ تلكَ البقعةَ من دفاتر الذكرياتِ كلّما ابتأَسَ لكِ المساءُ واسودّ ليلٌ وحَلّ بهِ الظلامُ ؟ فلازالتْ جَحافلُ الشوقِ لحروفكِ تجتاحني من الوريدِ إلى الوريدِ كُلّما هاجمتني الأَطيافُُ واعتصرني الأَسَى وهاجَ بِيّ الوَلَهُ ، ليتكِ تَذكُرين ليتكِ تَتَذكرين .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
..........................
الأَيامُ الماطرِةُ شَآبيبُ رحمةٍ ننتظرُ قدومَها لاسيّما في الصباحاتِ النديّةِ بالحُلُمِ والنهاراتِ المُتشحة بذكرِ مَنْ نُحِب فعندَ كُلِّ اشراقةٍ تلملمُ خيوطُ الشمسِ ذبذبات أصواتِ الأَسى وأَنْفاسَ الحنينِ وخَلَجات الأَنينِ المتصاعدة بشَهَقاتِ الإلتياعِ ، تتقافزُ الأرواحُ شوقاً للقاء لتختبِئَ بأَحضانِ النجوى ومُتَشابكِ الأَيدي حُبّاً وحناناً فتَطبعُ على القلوبِ بَصمةَ حُبورٍ تصيرُ فيها الأصواتُ المالحةُ عذبةً والأَصابعُ الباردةُ نجوماً دافئةً تتسعُ لكُلِّ الطُرُقاتِ المُضَمّخةِ بهواجسِ السوآلِ والأُمنيات المُغتالة الأَمَلِ ، فقدْ هَفَا قلبي لذلكَ الرحيق فتتبعتُ مسيرَ الخُطى وعندَ أسفل الجُرفِ اقتفيتُ آثارَ أقدامكِ المُبللةِ بندى الإشتياقِ على رمالِ التوقّعِ والشوقِ وها أَنَذا أجلسُ القُرفصاء فى انتظارِ الآتي كأَنّكِ لمْ تبارحي قط ملءَ السمعِ وملءَ البَصَرِ وأَتساءَلُ بصمتٍ أَلا زلتِ تزاورينَ تلكَ البقعةَ من دفاتر الذكرياتِ كلّما ابتأَسَ لكِ المساءُ واسودّ ليلٌ وحَلّ بهِ الظلامُ ؟ فلازالتْ جَحافلُ الشوقِ لحروفكِ تجتاحني من الوريدِ إلى الوريدِ كُلّما هاجمتني الأَطيافُُ واعتصرني الأَسَى وهاجَ بِيّ الوَلَهُ ، ليتكِ تَذكُرين ليتكِ تَتَذكرين .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ