GuidePedia

اعلام النهضة في لبنان
الكاتب محمود محمد سهيل الجبوري  ـــ العراق ـــ بابل
لبنان بلد لايقلّ شأنا عن مصر والعراق فهو بيئة خصبة للفكر والثقافة منذ وقت مبكر في العصر الحديث بسبب انفتاحه على الثقافات المتعددة و موقعه الحيوي بين الشرق و الغرب ، ظهر العديد من رجال الفكر والنهضة  و روّاد الأصلاح فيه خلال القرن العشرين منهم : ـــ
           1ــ السيد عبد الحسين شرف الدين(1872ــ 1957)
ولد في الكاظميّة ببغداد ، و عاش في العراق مدّة 32 سنة من 1872 ـــ 1905 ، تتلمذ على يد  والده السيّد(يوسف شرف الدّين )و السيّد (هادي الصدر ) ، درس في النجف على يد السيّد (كاظم اليزدي) و(الآخوند) و (شيخ الشريعة)  ، درس في سامراء على يد السيّد (اسماعيل الصدر) و السيّد (حسن الصدر) ، عاد الى مدينة صور في لبنان و وقف الى جانب الثورة العربية و من المنادين بالوحدة السوريّة ، عارض الوجود الفرنسي و حكم عليه الفرنسيين بالأعدام فهرب الى دمشق ، اسهم بالنهضة العلميّة و الأدبيّة في جبل عامل و عمل على التقريب بين المذاهب الأسلامية ، اسس المدرسة الجعفرية في صور 1938 ، اسس نادي الأمام الصادق ، اسس جمعية البرّ و الأحسان ، ارسل المبلّغين الى افريقيا ،اسس الكليّة الجعفرية ، له 30 مؤلف اشهرها (المراجعات)و (النصّ والأجتهاد) ، كان فقيه  وسياسي ومصلح .
          2  ــ الشيخ محمد جواد مغنيّة ( 1904 ـــ 1979)
ولد في مدينة صور بلبنان ، درس في لبنان على يد المرجع الشيخ (حسين مغنيّة) ، هاجر الى النجف عام 1925 و درس فيها قرابة 11 عام على يد علمائها منهم السيّد (حسين الحمامي) ثمّ غادرها عام 1936 و قال عنها (لغز محيّر)، شكّلت تلك الدراسة ابرز الروافد العلميّة لتكوينه الفكري ، و ذكر الثراء الفكري للنجف المتمثل بمكتباتها العلميّة و مايصلها من اصدارات حديثة من كتب لل(منفلوطي) و( طه حسين) و (العقّاد)و (الزيّات) و(اسماعيل مظهر) و كتاب (حديث عيسى بن هشام ) و كتب (جبران خليل جبران) و (ملوك العرب )للريحاني و اشعار المهاجرين ك(ابي ماضي)و (الشاعر القروي) و (حاضر العالم الأسلامي ) لشكيب ارسلان و كتاب (الأبطال) لتوماس كاريل ، امّا الصحف التي كان يقرأها الشيخ مغنيّة في النجف فهي (العرفان)المصريّة و جريدة (الهاتف)و رسالة (الزيّات)و مجلة (العصور) وان دلّ هذا على شيء فأنّما يدلّ على انفتاح النجف على النتاج الفكري المتنوع ،الشيخ له آراء في تجديد الفكر الديني فهو يرى انّه لا تجديد في العقيدة امّا المعاملات فهي عادات و قواعد عرفيّة ، و انّ على المجتهد ان يتحرر من القيود و التقاليد التي لا يفرضها عقل و لا دين لكي يستطيع ان يوائم بين  النصوص و مقتضيات العصر ، وانّه لا تغيير و تجديد في العبادة ، التغيير و التجديد ممكنان في المعاملات بالخصوص و هذا تفسير انّ الشريعة الأسلامية تصلح لكل زمان و مكان ، قال فيه المفكّر محمد باقر الصدر ( اوّل فقيه اسلامي اوسع نظرية لعنصر الفهم الأجتماعي يعالج فيها بدقّة الفرق بين المدلول اللغوي و بين الأجتماعي للنص).
       3 ــ الأمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين (1936 ــ2001)
ولد في النجف ، درس على يد نخبة من العلماء مثل السيّد (محسن الحكيم) والسيّد (الخوئي) ، قضى 35 عام بالعراق ، كان ممثل للمرجعيّة الدينية في مدينة الديوانيّة من 1961 ـــ 1969 و انشأ فيها مكتبة عامّة و 20 مسجد ، اسهم في عمليّة التجديد في الساحة النجفيّة خاصة والأسلامية عامّة ، عاد الى لبنان 1969 ، ابرز روّاد الفكر التجديدي ، اتّسمت اطروحاته الفكرية بطابع تجديدي اصلاحي يرنوا الى الحديث و لا ينفصل عن القديم ، ذو نزعة تنويرية ، مناصر لتيّار التحديث ، شخصيّة جمعت بين العمق الفقهي و ثقافة العصر ، يرى انّ من دعائم التجديد في الفكر الأسلامي هو اعتماد فقه مقاصد الشريعة الناظر الى قضايا المجتمع ككل و مصالحه ، كتابه (دراسات في نهج البلاغة) 1956 اظهر فيه الروح التجديديّة بأسلوب تحليلي و انّ نهج البلاغة عبارة عن مشروع فكري و ثقافي و سياسي و اجتماعي و اقتصادي متكامل ، اثبت خطأ آراء ارسطو في كتابه ( السياسة ) الذي كان يرى انّ الفضيلة لا يمكن انّ تنشأ الّا في شطر من السعة و البحبوحة ، يرى جواز تولّي المرأة المناصب العليا في الدولة الأسلامية ، دعى الى تقليد المرأة الحاصلة على متطلبات الأجتهاد الديني و شرائطه ، اسس الجامعة الأسلامية في لبنان 2004 ، له جهود في التقريب بين السنة والشيعة ، له دور في الحوار الأسلامي المسيحي ، دعى الى مقاومة الصهيونية ، من مؤسسي مجلة الأضواء ، الّف كتاب (نظام الحكم و الأدارة في الأسلام ) و هو ردّ على كتاب (الأسلام و اصول الحكم ) للشيخ ( علي عبد الرزاق ) و هو اثبات وجود نموذج لنظام حكم في الأسلام ، يقول في قضية الثورة الحسينية ( لم تكن ثورة الحسين (ع) صراع على السلطة مع الأمويين بل كانت حرب على العقلية الجاهلية فهي اذا مستمرة ما دام للجاهلية مفاهيمها و مقوماتها و هذا ما يمكن ملاحظته في العصر الحاضر ) ، له 38 مؤلّف .
              4 ـــ العلّامة السيد هاني فحص (1946 ــ 2014)
ولد في بلدة جبشيت اللبنانية و درس في النبطية ، درس في مدينة النجف الأشرف بالعراق تسع سنوات من 1963 ــ 1972 ، اذ تخرّج من كلية الفقه ، وجد في النجف مكان مشبع بالحرية ، شارك في تأسيس منتدى جبل عامل ، عضو في المجلس الأسلامي الشيعي الأعلى ، عضو في المؤتمر الدائم للحوار بين الأديان ، قرّب بين حركة فتح الفلسطينية و الثورة الأسلامية الأيرانية 1979 ، اقام في ايران من 1982 ــ 1985 و كان مشرف على مجلة الفجر ، اسس المؤتمر الدائم للحوار اللبناني 1992 ، له 13 كتاب مطبوع و 7 كتب غير مطبوعة ، من كتبه (ماضي لايمضي) و( ذكريات و مكونات عراقية)و( الأمامان الصدر و شرف الدين) و( اوراق من دفتر الولد العاملي) و(الأسلام و الديمقراطية ) .
 
Top