هَلوَسَة ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
هذا المكانُ لا أعرفهُ
ولا أريدُهُ
يختلفُ عمَّا تعوَّدتُهُ
هواؤهُ دبقٌ
وليلُهُ ذو ظلمةٍ خشنةٍ
هدوؤهُ موتٌ
ووقتُهُ مزوّدٌ بالأنيابِ
لا أحدَ يطرقُ عليَّ البابَ
سوى الحزن والوحشة
طعامي بضعُ لُقَيماتٍ
من الوجعِ الخانقِ
أغصُّ في التّنَفُّسِ
وأتحشرجُ بالضّوءِ
غربتي تقشّرُ عمري
وترمي بأيّامي في سلّةِ المهملاتِ
لا شيءَ يؤنسُ سجائري الصّاهلةَ
ولا قهوتي التي تشعرُ بالبردِ
يا وطني
كيفَ تخلّيتَ عنِّي ؟!
طردْتَني
وأخذْتَ وسادتي
وظَلَّتْ عندكَ هناكَ
روحي
خبأْتُها في ثُقبِ
البابِ
وتسلَّقَ قلبي شجرةَ
الزّيزفونِ
تركْتُ خلفي حتّى
ابتسامتي
وأصابعي تتمسَّكُ بجذعِ التّرابِ
علَّقْتُ أحلامي بسقفِ السَّماءِ
ودَسَسْتُ قصيدتي
في جيبِ الغيمِ
حتَّى قلمي خبَّأتُهُ
في حائطِ النَّدى
بمفردي هربْتُ
مِنْ موتٍ كانَ يتعقّبُنِي
تركْتُ الجبالَ كلّها
لَمْ أحملْ معي ولا جبلاً واحداً
وظلَّ البحرُ في موضعشهِ
لَمْ استقدمْ
ولا موجةً واحدةً
والقلعةُ
الشَّاهقةُ بالحبِّ
بَقِيَتْ تحرسُ ذُكرياتي
وترسلُ لي أخبارَ من ظلّوا
هذا المكانُ ليسَ لي
ضَوْؤُهُ لا يفهمُ لُغَتِي
وأنا لا أبصرُ بهذا الضّوءِ
أشجارُهُ لا تظلّلُنِي
وأنا لا أستلقي تحتَ أغصانِها
جدرانُ الغرفةِ لا تمنحُنِي الأمانَ
أُحِسُّ بالصَّمتِ
وكأنَّهُ يهمُّ بالانقضاضِ عليَّ
أقعدُ فوقَ التَّبعثرِ
أستندُ على حائطِ القلقِ
أتمسَّكُ بحزمةِ الخواءِ
انتظرُ
شارةَ الأمانِ
لأعودَ إليكِ يا أمِّي
حلب **
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول ..
شعر : مصطفى الحاج حسين .
هذا المكانُ لا أعرفهُ
ولا أريدُهُ
يختلفُ عمَّا تعوَّدتُهُ
هواؤهُ دبقٌ
وليلُهُ ذو ظلمةٍ خشنةٍ
هدوؤهُ موتٌ
ووقتُهُ مزوّدٌ بالأنيابِ
لا أحدَ يطرقُ عليَّ البابَ
سوى الحزن والوحشة
طعامي بضعُ لُقَيماتٍ
من الوجعِ الخانقِ
أغصُّ في التّنَفُّسِ
وأتحشرجُ بالضّوءِ
غربتي تقشّرُ عمري
وترمي بأيّامي في سلّةِ المهملاتِ
لا شيءَ يؤنسُ سجائري الصّاهلةَ
ولا قهوتي التي تشعرُ بالبردِ
يا وطني
كيفَ تخلّيتَ عنِّي ؟!
طردْتَني
وأخذْتَ وسادتي
وظَلَّتْ عندكَ هناكَ
روحي
خبأْتُها في ثُقبِ
البابِ
وتسلَّقَ قلبي شجرةَ
الزّيزفونِ
تركْتُ خلفي حتّى
ابتسامتي
وأصابعي تتمسَّكُ بجذعِ التّرابِ
علَّقْتُ أحلامي بسقفِ السَّماءِ
ودَسَسْتُ قصيدتي
في جيبِ الغيمِ
حتَّى قلمي خبَّأتُهُ
في حائطِ النَّدى
بمفردي هربْتُ
مِنْ موتٍ كانَ يتعقّبُنِي
تركْتُ الجبالَ كلّها
لَمْ أحملْ معي ولا جبلاً واحداً
وظلَّ البحرُ في موضعشهِ
لَمْ استقدمْ
ولا موجةً واحدةً
والقلعةُ
الشَّاهقةُ بالحبِّ
بَقِيَتْ تحرسُ ذُكرياتي
وترسلُ لي أخبارَ من ظلّوا
هذا المكانُ ليسَ لي
ضَوْؤُهُ لا يفهمُ لُغَتِي
وأنا لا أبصرُ بهذا الضّوءِ
أشجارُهُ لا تظلّلُنِي
وأنا لا أستلقي تحتَ أغصانِها
جدرانُ الغرفةِ لا تمنحُنِي الأمانَ
أُحِسُّ بالصَّمتِ
وكأنَّهُ يهمُّ بالانقضاضِ عليَّ
أقعدُ فوقَ التَّبعثرِ
أستندُ على حائطِ القلقِ
أتمسَّكُ بحزمةِ الخواءِ
انتظرُ
شارةَ الأمانِ
لأعودَ إليكِ يا أمِّي
حلب **
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول ..