هل رتلت في سرك خفر الندى على شفتيها الداكنتين كأن ضحكة الأرض نبتت للتو
أو رأيت صمت الموسيقا يخيط جرح الماء في زرقة عينيها ؟ لا وصف لديك ؛ ولا
قاموس يكون بين يديك كأن الكلام يموت من جوعه مرتين .
أي أنثى تلك ؟
شفيف خطوها كضوء يخطف أصابع الظلام من شفة تكوثره ؛ وكثيف عطرها
كأنفاس زغرودة ماطرة بالحب . لا وصوف لك يرشدك إلى أسماء تخترق سجوف
الكلام .
هل تعرف إسمها ؟
لاوعيك يمشي عاريا إلا منها ؛ معلقا بأعشاب صوتها ؛ يحس بطفيها الذي يكون
في حلمه سيد المنافي. موشى إسمها بالبياض الرائق في برهان النشيد ؛ فيه تعالي
الزهر ؛ وشقوق الجاذبية في ذكرى حلم لا يفنى أبدا.
مثلك حنكته أفعال المقاومة حتى اطمأن النهار على وعيك ؛وحصته من الجلوس ؛
وقوفا ؛ يوم العيد . ولن تبتعد عنها ؛في السر والأسر ؛ ذائبا في غموض شفيف
يشع كمطر لا يبلل ظمأ الشفتين .
كحمرة الجلنار لبست قميص الاستعارة كي يقيك تمزق الكلمات في حرائق
الفراشات ؛ فلا تخجل من مجون يسيل من محراب البعيدات ؛ وانتعل عمرك ؛
قطرة قطرة ؛ كي تدرب شفاهك على تطويع الآيات في كتاب السر المبين.
دع كلامك على باب قلبك ؛ وأنقش منه صورة لها على خاصرة الذاكرة ؛ وقف ؛
كطفل ؛ على لون عينيها ؛وكن أريج حدائقها لتزكو ؛عاليا ؛ في تراتيل أهل السماء.