GuidePedia


View : counter

قصة قصيرة
_____
هدية ربى

اعتادت ربى على قضاء عطلة الربيع في أحضان الطبيعة الساحرة، حيث الخمائل النضرة، مياه النهر الصافية الرقراقة و شدو العصافير الذي يعانق عنان السماء.
خرجت كعادتها صباحا، تحمل سلة صغيرة مغلفة بقماش زهريّ، وضعت فيها قطع الحلوى ولمجتها.
هاهي تتمايل فوق التلال، يحفها الأقحوان وشقائق النعمان من كل جانب. بين الفينة والأخرى كانت تساعد الأزهار التي داستها العربات على الاستقامة، وكلما شاهدت عصفورا تلقي له فتات الخبز.
ما إن وصلت إلى مكانها المفضل، قرب النهر، حتى ارتمت على العشب مستمتعة بخرير المياه وحفيف الأشجار على إيقاع النسيم العليل.
فجأة تناهى إلى مسمعها عزف ناي حزين. أحست ربى باختناق شديد، ترقرق الدمع في عينيها وانساب على الخدود ثم لامس حجرا قربها.
يا إلهي! ماالذي حدث؟
نطت جنية باهرة الجمال، تحمل عصا سحرية.
-لا تخافي يا صغيرتي، أنا جنية الأمنيات، عرفت أنك تخفين أمرا ما فبعثت لك عزف ناي وهمي حتى تتخلصي من الثقل الذي يكدر صفوك.
فأنت فتاة لطيفة، صاحبة قلب نقي ووجب عليّ مكافأتك.
انتفضت ربى من مكانها غير مصدقة ما يحدث...
تمتمت قليلا ثم قالت:
-أريد، أريد، أريد فستانا جميلا، أحمر اللون لأهديه لصديقتي العزيزة، فأنا فقيرة لا أملك مليما. أخشى أن تظن أني لا أحبها.
ماهي إلا لحظات حتى قدمت لها الجنية صندوقا كبيرا مليئا بالملابس والهدايا.
تهللت أسارير ربى وشكرت الجنية على هبتها. ثم هرولت بين الروابي تنتظر بفارغ الصبر وصولها إلى البيت لتغلف الهدية لصديقتها.
كانت الجنية ترافقها طول الطريق حاملة معها الصندوق الثقيل دون أن تراها ربى.
ما إن لاح المنزل  حتى اختفت الجنية وواصلت الصغيرة طريقها والسعادة تغمر قلبها.

ناهد الغزالي

 
Top