بوح
كلفٌ فؤادي بالجوى يتعطّرُ
والسّهدُ بين جفونه يتبخترُ
يكوي جوانحه الهيامُ بغربةٍ
والشّوقُ في الأوداج صمتاً يزأرُ
إن طلَّ من خلفِ المواجع باسماً
طيفٌ حبيبٌ ، فالأسى يتقهقرُ
وله تفتّح مقلتي أحضانَها
والهدبُ يحرسهُ كدرٍّ يندرُ
في وجهه بدرٌ يبدّدُ غُمّةً
وعلى الجبين سطورُ ذكرى تعبرُ
ويفوحُ منها عطرُ أيامٍ خلتْ
كانت بدفء القلب دوماً تُمهَرُ
لن تخمدَ الأزمانُ بوحَ خوافقٍ
في حضنه أحلامنا تتعمّرُ
إن أغمضتْ عينيه جائحة النّوى
حيناً يشبُّ بعَبرةٍ تتحدّرُ
من لم يلوّحْ خدّ مهجته الهوى
في نبضه يلهثْ شعورٌ أعورُ
…………
فاطمة محمود سليطين