: ...... بين الابتسام والصَّمت ......
قال ابتسامك ملحوظٌ به البَرَمُ
فلا رُوَاءَ لهُ يسري بهِ السَّأمُ
ولا يلوحُ سرورٌ فيه أو فرحٌ
ولا اراهُ بِعِقْدِ الجِدِّ ينتظمُ
ولا أشكُّ بأنّ الهُزْءَ مَبْعَثُهُ
أو أنّ مَبعَثَهُ الإعياءُ والألمُ
فقلتُ : شَكُّكَ حَقّ ما بهِ شَكَلٌ
وما عليك أذا أبْدَيتَهُ لَمَمُ
أما سمِعتَ بقولٍ قِيلَ من زمنٍ
شرُّ البليَّةِ شَرٌّ منه تبتسمُ
قد يضحك المرءُ والأحشاءُ باكيةٌ
وقد يُحِدُّ على مَنْ ليس يحترمُ
أبْصِرْ حواليكَ هل تلقى سوى ظُلَمٍ
قُدَّامَها ظُلَمٌ ، في إثْرِها ظُلَمُ
والمُنكَراتُ عَصِيٌّ عَدُّها وإذا
حاولتَ تغييرَها حَلَّتْ بك النِّقَمُ
لو قِيلَ:غَيِّرْ بِغير القلبِ ما لحظتْ
عيناك من مُنكَرٍ ما كنتَ تعتزمُ
أَ كُنتَ تَسْطيعُ تغييراً لِمنكرِ مَنْ
فاقواالوحوشَ إذاانقضُّواأوالتهموا
قد تَقبَلُ الشيءَ أحياناً وأنت له
قالٍ ، وترفضُ ما لم تَعلُهُ التُّهَمُ
ألا يقولونَ: راعِ الآخرينَ وكُنْ
سَهلَ العريكةِ والإيجاب عندهمُ
وإن مررتَ بقومٍ فلتكنْ لَبِقاً
وإنْ نزلتَ بقومٍ فلتكنْ كَهُمُ
فاحفظْ عوائدَهُم حِفظَ المُقِرِّ بها
حتى ولو كنتَ لا ترضى بها لَهُمُ
واستغنِ بالصَّمت عمّا أنت قائلُهُ
إنْ كان في القوم عمّاتبتغي صممُ
من أجل هذا تراني بين مُبتسمٍ
او صامتٍ حين إذْ لا ينفعُ الكَلِمُ
------------
سليمان شاهين /أبو إياس/
----
البَرَم : الضّجر
الشّكَل : الإشكال والإلتباس
اللّمم : الاخطاء البسيطة
