عبد المجيد زين العابدين
إِلَى أُسْرَةِ مَجَلَّةِ مؤسسة الجيل الجديد للثقافة والإعلام :السَّلَامُ عَلَيكُمْ .
عِيدًا مُبَارَكًا عَلَى كُلِّ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ،وَأُمْنِيَتِي مِنَ اللَهِ جَلَّ جَلَالُهُ رَفْعُ الْوَبَاءِ
وَطَمْأَنَةُ عِبَادِهِ ،إِنَّهُ مَوْلَانَا وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ .
الْعِيدِيـَّــــةُ [الْمَقْطَعُ الثَّانِي ]
رُحْمَاكَ رَبيِّ رَحِيمٌ أٌنْتَ تَرْحَمُنَا **أَنْتَ الْغَفُورُ وَقَدْ أُسْمِيتَ بِالصَّبْــــــــرِ
خَلَقْتَنَا ضُعَفَاءً فِي مَسَالِكِنَـــــــا **كَمَا خَلَقْتَ شَيَاطِينًا لَنَـــــــــــا تُغْـــرِي
فَتَارَةً نَنْتَشِي نَعْتَزُّ فِي ثِقَـــــــــةٍ **بِأَنَّنَا قَــــــــــدْ بَلَغْنَا غَايَــةَ النَّصْــــــــرِ
لَكِنْ إِذَا الْعَبْدُ أَرْدَاهَا وَقَدْ خَنَسَتْ **فَقَدْ تُطِيحُ بِــــــهِ مِنْ حَيْـــثُ لَا يَدْرِي
*********************
زِيَارَةُ الْبَيْتِ عِنْدَ النَّاسِ قَاطِبَةً **فِي كُلِّ عِيدٍ هِيَ الْمُنْيَا مِنَ الدَّهْـــــــــــرِ
فَحَجُّنَا الْعَامَ مُسْتَثْنًى وَمُنْفَرِدٌ **لَمْ يَأْتِكَ النَّـــــــــاسُ مِنْ بَرٍّ إِلَى بَـــــــــــرِّ
وَمِثْـــلُهُ وَهْوَ مُسْتَثْنًى كَسَابِقِهِ **خَلَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مِصْــــــــرٍ إِلَى مِصْرِ
فَالْطُفْ بِنَا رَبَّنَا يَا مَنْ بَرَى خَلْقَنَا **مُحَسِّنًا صَوْغَنَــــــــا بِالْجِسْمِ وَالفْكِـــرِ
**********************
أَنْتَ الْقَدِيرُ وَلَيْسَ الْخَلْقُ مُقْتَدِرًا **وَمَنْ سِوَاكَ قَدِيرٌيَــــــــــا صَاحِبَ الْقَدْرِ
مَا عَادَ قَوْمِي وَمَنْ أَدْرِي كَعَادَتِهِمْ **عَلَى تَوَاصُلِهِمْ كَمَــــــا كَانَ ذَا يَجْرِي .
بَلْ أَصْبَحُوا فِي نُفُورٍ لَيْسَ مُنْقَطِعًا **يَكَادُ وَصْلـُـــــهُمُ يَبْقَى عَلَى الْعُسْرِ
حَتىَّ بُيُوتُكَ أَصْبَحْنَا نَخَافُ بِهَا **أَنَّا نُصَابُ مِنَ الْمَرْضَى بِــــذَا الضُّرِّ؟
*************************
أَنْتَ الْمُهَيْمِنُ فِي الدُّنْيَا بِأَكْمَلِهـَـا**إِنْ قُلْتَ كُنْ فَيَكُونُ الشَّيْءُ بِالْأَمْــــــرِ
وَنَحْنُ نَدْرِي بِذَا لَكِنْ تَجَاهُلُنَــــا **يَرْمِي بِنَا كُلَّنَا فِي هُوَّةِ الْكُفْـــــــــــــرِ
كَمْ نَحْنُ فِي غَفْلَةٍ مِمَّا تُرِيدُ لَنَا **مِنْ حُبِّنَا بَعْضَنَــــــا وَالْعَوْنِ وَالْبِشْــرِ؟
كَمْ نَحْنُ نَنْسَى بِأَنَّ الْخَلْقَ أَجْمَعَهُ **خَلَقْتَهُ خَاصَّةً لِلْحَمْدِ وَالذِّكْـــــــــــرِ؟
***********************
الْعَصْرُ هَذَا إِلَهِي عَصْرُ مُعْجِزَةٍ **قَدْ أَعْجَزَتْ مَنْ نَأَى عَنْ ثَاقِبِ الْفِكْـرِ
وَكَانَ يَحْلُمُ بِالْمَاضِي وَبُهْرَتِهِ ** وَالْمَجْدِ عَايَشَنَا فِــــي سَالِــــفِ الْعَصْرِ
وَخَالَ حَالَهُ يَبْقَى مِثْلَمَا شَاءَهُ**لَكِــــــــــــــــــنَّ فِكْرَتَهُ بَانَتْ بِلَا ثَمْــــــــرِ
وَكُلُّ مَنْ خَالَهُمْ فِي الضُّعْفِ عَامَّتَهُمْ **قَدْ أَصْبَحُوا أَغْنِيَا مِنْ بَعْدِ مَا فَقْرِ
*********************
وَرَغْمَ بُهْرُجِ دِينٍ نَحْنُ نَلْبَسُـــــــــهُ **وَأَنَّهُ عِنْدَنَــــــــــــا بَاقٍ عَلَى الدَّهْرِ
لَكِــنْ إِلَامَ سَتَبْقَى الدَّهْرَ تَحْفَظُنَا؟**وَنَحْنُ أَوْلَى بِحِفْظِ الدِّيــــنِ وَالنَّشْــرِ ؟
هَلْ دِينُنَا سَوْفَ يَحْمِينَا وَيَحْفَظُنَا ؟**أَمْ دِينُنَا نَحْنُ نَحْمِيهِ مِنَ الْغَمْــــــرِ؟
يَا رَبِّ حِكْمَتُكَ الَّلهُمَّ نَطْلُبُهَــــــــا **وَنَحْنُ مِنْكَ إِلَهِي دَائِمُو الذُّعْـــــــــرِ
عبد المجيد زين العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ الأَرْبُعَاءِ الْحَادِي عَشَر َ مِنْ ذِي الْحجَّةِ
الْمُوَافِقِ لِلْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ أَيَّامِ عِيدِ الْأَضْحَى الْمُبَارَكِ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَأَلْفٍ هِجْرِيًّا الْمُوَافِقِ للحادي والعشرين (21)
مِنْ جَوِيلِيَةَ (=يُولِيُو ) سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَلْفَينِ(2021)