بلال خليفة
فوضى عارمة
خلفها حبك المنسحب من حياتي
و ركام لا متناهي
وفراغٌ هائل وعدم يولد عدم
وكمية من اللاشيئ لا تحتسب...
عيناك حينما احتلتني
لم تترك لي حرية التفكير
او اتخاذ القرار
لم يكن عندي سبيل للتقدم او الفرار
نومتني عاطفياً
وسلبتني قدراتي كلها
فغدوت مستسلماً لإيحائها ..
قلبك لم يدع لي مجالا لأغادره
كما يغادر السنونو متنقلا
لكنت كونت ملامح عن فكرة انسحابك
واكتسبت مناعة ضد تلاشي اهتمامك
واستعددت لتقبل الفراغ الذي
ستخلفينه خلفك..
كيف لمواطن ان يصحو بغتة
ليكتشف انه بلا وطن
وان مدن احلامه تبخرت
وقصور فكره تهاوت
دمار هائل في ثنايا وجداني
سببه جحيم اشتياقي لك
كيف لي ان افتقدك
وانا في بحر ضياع ابحث عني
حبك كان الطوفان
وحين رست سفينة احلامي
وجدتني مليئ بالظمأ
وجائع لنظرة حب دافئة
وابتسامة رقراقة ترد فيني الروح
وجدتني ابحث عني بك
وابحث عنك في اللاشيئ..
ظاهرة وجودك وانعدامك
جديدة كلياً في علم الفلك والتنجيم
وفي علم الفيزياء والكم والميتافيزيقيا
لم استوعب بعد ان تكوني ساطعة كالشمس في حياتي
وغائبة عنها مثل القمر في نهار صيفي معتدل
انني استطيع الوصول اليك
وبذات الوقت لا أستطيع الإمساك بك
كفكرة هاربة من صندوق التفكير
فراشة تطوف حول وردة زاهية الألوان
ترقص مع فوحها المتصاعد
أملاً في أن تصافح الفراشة وريقاتها الندية
فلا الفراشة حطت رحالها على الوردة
ولا الوردة قادرة على الإمساك بالفراشة ..
لا بد للمنتصف ان يذوب
ويغدو التقدم حال مضارع
الإ إذا حافظت المسافة على نفسها
و تجمد الزمن في مكانه...
بلال خليفة