بقلم الدكتور احمد بدير
قراءة نقديه في نص(جنون مشروع يا عيد ) للدكتورة رواء العلي
بدأت المبدعة ببيان حالها فافادت انه ...
(جنون )ووصفته بانه...
(مشروع )
حتي لايظن القاريء والسامع ان صاحب هذا الجنون قد فقد عقله
فوصفه (بمشروع ) استدراك يبين مدي لوعة هذا الجنون...
لان المجنون الحقيقي ليس مسئولا عن أفعاله لانه لايدركها ولا يعقلها ...
اما (الجنون المشروع )الذي نحن بصدده فهو جنون من نوع آخر
هو..
أشواق متدلية في حبل الوريد
وحنين في الزمن الاقسي
زمن يولد من بوابة الشهيد
ولما كان هكذا قدمت حالتها علي النداء والمنادى ليشعر القاريء والسامع معها بلوعة هذا الجنون المقدم واختلافه عن كل جنون راه او سمع عنه...
وان كانت فائدة النداء هي للتنبيه
لذا يأتي في صدر الجملة لينبه القاريء والسامع الي أهمية مابعده لينتبه اليه...
الا ان المبدعة اخرته وقدمت حالتها التي تعيشها ايمانا منها وثقة ان هذه الحالة الصادقة التي تسيطر عليها ستصل الي كل القلوب دون حاجة الي تنبيه
ثم جاء التفصيل بعد الإجمال لتأكيد هذا الجنون فهو
أشواق متدلية من حبل الوريد
صورة في غاية الروعة أظهرت من خلالها (الأشواق )المعنوية في صورة حسية جمعت فيها بين المتباعدات في روعة وجمال حيث جعلتها(متدلية في حبل الوريد )
وجمعت (اشواق) لتدل على كثرتها وتنوعها ،وجاءت بها نكرة لتدل علي هولها وفظاعتها وشدة أحراقها للروح قبل البدن
ثم جعلتها (متدلية )بصيغة الاسم لتبين دوامها واستمرارها...
فهذه الأشواق باقية متدلية في حبل الوريد تكويه وتحرقه مااستمرت الحياة
ثم بينت تمكنها من هذا الحبل أشد التمكن بذكرها لحرف الجر (في ) الذي يدل على الظرفية
فكان هذه الأشواق سكنت في هذا الوريد لاتبرحه مادامت فيه حياة
وخصت (الوريد )بالذكر لانه الموصل للقلب فطالما ان الاشواق سكنته فهي لامحالة تسكن القلب وتسيطر عليه...
وربما تكون المبدعة قد شرعت جنونها وجعلته مقبولا من زاوية اخري...
حيث أنه...
(حنين في الزمن الاقسي
زمن يولد من بوابة الشهيد)
هذه الشهادة التي يولد الزمن من بوابتها ...
جعلت هذا الجنون مشروعا لانه من بوابة الشهيد والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ...
فالله القادر علي إحيائهم ورزقهم وجعل ارواحهم في حواصل طيور خضر تسرح في أنهار الجنة
قادر ان يملا قلوب أهليهم بالصبر والسكينة واليقين
وهذا ماجعل المبدعة تلجأ إلي الله
بيقين صادق ليلهمها الصبر والسلوان
فهو القادر علي ذلك...
دام التميز