قصه قصيره بعنوان تواضع جراح
بقلم سيد عبدالمعطي
..... قال الغلام لأبيه أنا لا أُريد الذهاب الي المدرسه وأريد أن أعمل معك بالشركه فشركتنا تربح المال ،الكثير فلماذا أُرهق نفسي في المذاكره؟:- ولدينا المال الوفير فضحك الأب علي كلام نجله الصغير وقال له يا بني سوف أُعلمك درساً يجب أن تستوعبهُ جيداً .
.... إن المال والثروه يا بني مطلوبان وضروران في حياة كل فرد ولكن لا قيمه للمال والثروه بدون علم وأنت إبني الوحيد وسوف ترث كل ثروتي ولكن يا يني يجب أن تتسلَّح بالعلم والمعرفه حتي يعلو شأنك في المجتمع .
..... مرت الأيام والسنين ورحل الأب عن الحياه وورث الإبن المال الكثير وإمتلك شركة أبيه التي كانت أكبر شركه لتنظيف السجاد والموكيت والقضاء علي الحشرات الضاره بالمنازل ،ورغم أن سامح وصل الي مكانةٍ مرموقه إلا إنهُ لشكر هذه النعمه كان في يوم راحتهِ الأُسبوعيه كان يأخذ فريق العمل بالشركه ويذهب الي أحد دور العباده مسجداً أوكنيسه ويقوم بغسل وتطهير الموكيت من الحشرات مجاناً وكان يقوم بالعمل علي ماكينة الموكيت بنفسه مرتدياً زي الشركه أثناء عملهُ بأحد دور العباده بأحد المساجد وكان هذا المسجد تابعًا لأحد الجمعيات الشرعيه ،فدخل رئيس الجمعيه وكان أستاذ دكتور بجامعة القاهره ولكنَّهُ كان مشهوراً بالتكبُّر والأنانيه وعندما دخل المسجد كان صاحب الشركه يضع ماده كيماويه في الماكينه فذهب اليه هذا الدكتور ونهره وقال له بصوت مرتفع ما هذه الماده التي تضعها؟ يجب أن تستأذن إدارة المسجد قبل وضعها ولماذا السجاد غير مجففاً ؟.
..... فقال له الرجل أرجوك لا تتدخل في عملي وأُتركني وشأني، أما هذه الماده فهي عباره عن ماده كيماويه ذو رائحةٍ طيبه بالإضافه إن هذه الماده تقوم بقتل الحشرات الضاره وأما بالنسبه لعملية التجفيف فهي بمكينةٍ ثانيه وهي تعد آخر مرحله فأرجوا منك عدم التدخل في عملنا فمن تدخل فيما لا يعنيه نال ما لا يرضيه .
..... فغضب الدكتور الجامعي وقال له لماذا تتحدث معي بهذه الطريقه؟:- الا تعلم من أنا ؟أنا أستاذ دكتور بجامعة القاهره فإبتسم له ذلك الرجل ولم يتفوَّه بكلمه واحده وتركه وإستمر في عمله وعندما إنتهي من أداء عمله وهو في طريقه لمغادرة المكان فإذ بصوت المنادي يؤذن لصلاة العصر فذهب وجلس في الصف الأول ينتظر الصلاه وبعد أن فرغ من الصلاه وإذ بشاب في العقد الثاني من عمره إنه إبن الدكتور الجامعي يذهب مسرعاً الي ذلك الرجل ويصافحه ويرحب به ترحيباً عالياً .
..... فإذ بهذا الدكتور المتكبر يذهب مسرعاً الي نجلهُ ويسأله في تطفُّل من هذا يا بني ؟
..... فيبتسم إبنه ويقول إنهُ أُستاذي ومدرسي فيقول له أبيه أُستاذك أكان يدرس لك في المرحله الإبتدائيه أم الإعداديه فضحك الإبن وقال له لا يا أبي إنه أُستاذي بالجامعه فهو رئيس قسم جراحة العظام بالجامعه فهذا الرجل يلقبونهُ في الجامعه بصاحب الأصابع الذهبيه في جراحة العظام ،فنظر له الدكتور بفخر وإعتزاز وغير معه طريقة حديثه الي النقيد وبدء يعطيه وضعه الإجتماعي وإستأذنه بأن يذهب معهُ الي منزلهُ ليهنأ معه بكوب من القهوه الساخن أو بمشروب بارد ولكنَّ هذا الرجل المتواضع قال له لا يتيح لي الوقت فوقتي ثمين فبعد ساعه سوف أذهب لإجراء عمليه جراحيه لطفل صغير وتركه وإستقلَّ سيارتهُ وهنا تذكّرََ الحوار الذي دار بينه وبين أبيه في الماضي عندما كان غلاماً فرفع يدهُ الي السماء يدعوا لأبيه بالرحمة والمغفره وقال كم كان أبي عظيماً .
..... وشكراً مع تحياتي سيد عبدالمعطي