من مثواه في "مقبرة الحسن البصري "
( سمعته مُهمهما )
د.هاشم عبود الموسوي
(( سألت الليالي ..
المفتونة بعتمتها
والمسحورة بأسرارها
ناديت نجماتها ..
وهي تلمع في رحم الظلام
من رأى منكن قمرا جميلا ..
متشحا بالإغراء ؟
مارس في سكراته الأخيرة ..
لعبة الكرِ و الفرِ .. وحدَّ الإختباء
صارت الليالي تغمز وتلمز..ثم تهزأ مني
صارت تُريني قمرا آخر يتجول في الأرجاء
عالقا بمركبة حالمة ..
بفراديس وأمنيات لا طريق اليها
... ... ... ...
أخبرني أحد المارة ممن كان يسمعني
( قمرك الذي أجاد لعبة الإختباء ..
سيموت في غرة هذا العام في " سان دييغو" ..
و سيغسله نبعٌ هناك )
سريت ليلا ، شحذت الخطى ، طويت المسافات
وحين وصلت .. داهمني نوره المبتل بالدموع
ثم اختفى ..تاركا في مسمعي
صوت أجراسٍ خفيض ..
وأصوات خطوات ، كأنها ..
أتية من بعيد
كان ذلك الكائن الجميل يتجلى ، ثم يغيب
وعَيتُ من إغماءتي
وعلى صوتٍ يصيح بي :
لميعه ماتت ..لميعه ماتت
لميييييييييعه ماتت ..
مااااااااااااتت ما ااااااااااااتت .
سأحاول منذ الآن ..
أن أقيم مناسك وحدتي في ظلالها النائمة))
د.هاشم عبود الموسوي
* مقبرة الحسن البصري تقع على بعد 25 كلم غربي البصرة ومن أسماء المدفونين فيها :: الحسن البصري و رابعة العدوية والفرزدق و السياب وغيرهم من المشاهير .
* هذا النص كتبته بتاريخ 18/6/2021 وهو يوم وفاة الشاعرة "لميعة عباس عمارة" ولكثرة ما نُشِرَ من نصوص آنذاك تريثت في نشره .. (هاشم).