GuidePedia

 البحار الضجيجة ..!!

                   ناظم عبدالوهاب المناصير 

أَلْسِنَةُ صَيفٍ تَلْسعُنا ، بحرارتهــا ..

تمتزِجُ مع وجُوهِنا الكالحة ،

قـد تُؤذي جوارحَنـا 

فلا يُســـدّ لهـا باب ْ

ولا نحتمل منهــا تشويه الصورْ

لأيِّ سببٍ ، أو أسباب ْ ..

تستلذُ في صراعنا ،

مع الخوف ِ والهلع ْ ..

يوم يغشانا ناموسُ الذهولِ والجزع ْ

فنرتـدي أثواباً ،

مطبوعاً عليهــا ، بألوانٍ قاتمة ْ

ممرغة بالدم والطين ،

    " صُنعَ في زمنِ هولاكو ..

      أو منـذ عصـرِ السلاجقة "

وكَيْلا نُكررَ المأساةَ 

نرتـدي مرة أخرى ، 

زيّـاً لا يَصطدم مع الحيـــاة ْ

قـد تزهو فينـا ، أكفّ السّماء ،

لكنما تظلُّ هفواتِنـا ..

لا يَندمل لنا فيهــا ، همٌّ ولا جراح ،

دونما أنْ نَحطَّ على رصيف ِ صمتِ الدهور 

بأصواتٍ مقهورة 

تنزوي عنـد أسفلِ حَنــايا النفوس 

تترنمُ بأغنيـة " المستحيل "

يترددُ صداها في الملأ الأكبر 

لقصصٍ طريفة ،

فَنقْطفُ ورداً مِن شجر اللبلاب 

نتأملُ منه الحبَّ واليقين 

مِن خلفِ حجبٍ مستورة 

... يًحبني ... ! أو لا يحبني ..

.. يحبني ..! .. آه .. لا يحبني ..!

            *****

انتهت قِصص ُ عصـرِ الخَيــال ،

ومِن هنــا بـَدأ حَواريّو الحيــاة 

يُرددون في لغــة غضبى ،

كلماتٍ حَيْرى ..

كانت ضَنينة ً ،

تخرجُ عن شقوقِ جدارِ مســجدٍ ..

أو كنيســة ،

.. وقبل الوضوء ِ 

مِن وراءِ زفراتِ النهــار 

تغتسلُ النفوس ُ ، 

وحينما تعود لوعيهــا ..

تستفتي أرواحاً ، 

تسلقت جدار الصمتِ 

في بلادٍ لم تنم ْ

إلاّ على إراقةِ دمْ ،

أو حتى على أرضِ الخرافات ،

والنزقات ..

ويقيناً نغرسُ الصبرَ 

على أوراقِ شجر الدفلى 

دون ذكرٍ للمرافىْ الطافيــة 

فوقَ عبّـارات ِ البحار الضجيجة 

في عصبــةٍ نخرةِ المعنى 

نَتَفَتْ حتى الظلام 

مِن أوجاعِ قرانا ..

السائبة بلا حدود .

------------- ناظم عبدالوهاب المناصير 

................ البصـــرة / العراق



 
Top